الحمى يوشك أن يواقعه » [1] ، وهذا في « الصحيحين » ، وفي « السنن » قوله : « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » [2] ، وقوله : « البر ما اطمأنت إليه النفس وسكن إليه القلب » [3] ، وقوله في « صحيح مسلم » في رواية : « البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وإن أفتاك الناس » [4] ، وأنه رأى على فراشه تمرة فقال : « لولا أني أخاف أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها » [5] . . . . لكن يقع الغلط في الورع من ثلاث جهات : أحدها : اعتقاد كثير من الناس أنه من باب الترك ؛ فلا يرون الورع إلا في ترك الحرام لا في أداء الواجب ، وهذا يُبتلى به كثير من المتدينة المتورعة ، ترى أحدهم يتورع عن الكلمة الكاذبة وعن الدرهم فيه شبهة لكونه من مال ظالم أو معاملة فاسدة ، ويتورع عن الركون إلى الظلمة من أجل البدع في الدين وذوي الفجور في الدنيا ، ومع هذا يترك أموراً واجبةً عليه إما عيناً وإما كفايةً وقد تعينت عليه ؛ من صلة رحم ، وحق جار ومسكين وصاحب ويتيم وابن سبيل ، وحق مسلم وذي سلطان وذي علم ، وعن أمر بمعروف ونهي عن
[1] رواه البخاري في ( الإيمان ، باب فضل من استبرأ لدينه ، 52 ) ، ومسلم في ( المساقاة ، باب أخذ الحلال وترك الشبهات ، 1599 ) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه . [2] [ صحيح ] . رواه النسائي في ( الأشربة ، باب الحث على ترك الشبهات ، 5711 ) ، والترمذي في ( صفة القيامة ، باب منه ، 2518 ) ؛ من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما . ورواه أحمد في « المسند » ( 3 / 153 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه . وانظر : « الإرواء » ( 12 ، 2074 ) . [3] [ حسن ] . رواه أحمد في « المسند » ( 4 / 227 ، 228 ) ، والدارمي ( 2 / 245 ) ، وأبو يعلى ( 1586 ) ؛ من حديث وابصة رضي الله عنه . وأورده النووي في « الأربعين حديثاً » وحسنه . [4] رواه مسلم في ( البر والصلة ، باب تفسير البر والإثم ، 2553 ) من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه بلفظ : « البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس » ، وأما لفظه : « وإن أفتاك الناس » ؛ فهي جزء من الحديث السابق . [5] رواه بنحوه البخاري في ( البيوع ، باب ما يتنزه من الشبهات ، 2055 ) ، ومسلم في ( الزكاة ، باب تحريم الزكاة على رسول الله وعلى آله ، 1017 ) من حديث أنس رضي الله عنه .