فيه والدعاء فيه ؟ ! ولو ساغ هذا لاستحب قصد جبل حراء والصلاة فيه ، وقصد جبل ثور والصلاة فيه ، وقصد الأماكن التي يُقال : إن الأنبياء قاموا فيها ، كالمقامين الذين بطريق جبل قاسيون بدمشق اللذين يقال : إنها مقام إبراهيم وعيسى ، والمقام الذي يقال : إنه مغارة دم قابيل ، وأمثال ذلك من البقاع التي بالحجاز والشام وغيرهما . ثم ذلك يفضي إلى ما أفضت إليه مفاسد القبور ؛ فإنه يقال : إن هذا مقام نبي ، أو قبر نبي أو ولي ، بخبر لا يُعرف قائله ، أو بمنام لا تُعرف حقيقته ، ثم يترتب على ذلك اتخاذه مسجداً ، فيصير وثنا يُعبد من دون الله تعالى ، شرك مبني على إفك ، والله سبحانه يقرن في كتابه بين الشرك والكذب ، كما يقرن بين الصدق والإخلاص . . . ) [1] * * *