responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 285


بسم اللَّه سبحانه وتعالى وله الشكر والحمد والصّلوة والسّلام على خير الخلق محمّد وإله الطَّهر العمد وبعد فقد قال الإمام الماتن المحقّق الأنصاري قدّس اللَّه نفسه الزكية مسئلة في قضاء الصّلوة عن الميّت ( 1 ) وأقول القضاء بالمدّ وقد يقصّر كما صرّح بذلك جمع من أهل اللَّغة قد استعمل في لغة العرب على معان عديدة ربّما انتهت إلى عشرة بل زادت عليها فمنها الأداء والإتيان بالشّيء ومنه قولهم قضى ما عليه من دين أو غيره أي أدّاه واتى به وفي المصباح المنير وغيره انّ منه قوله تعالى * ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ ) * اى ادّيتموها وكذا منه قوله تعالى * ( فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ ) * أي ادّيتموها وأتيتم بها ثمَّ قال في المصباح انّه استعمل العلماء القضاء في العبادة الَّتي تفعل خارج وقتها المحدود شرعا والأداء إذا فعلت في الوقت المحدود وهو مخالف للوضع اللَّغوي لكنّه اصطلاحيّ للتميّز بين الوقتين انتهى قيل ومن القضاء بمعنى الأداء والإتيان قولهم قضى نحبه كأنّه لما كان موته لازما لا محالة صار ذلك كالحق الَّذي عليه يطالب به فإذا مات فقد ادّى ما عليه وصرّح في التّاج بانّ استعمال قضى بمعنى مات مجاز ومنها الفراغ قيل ومنه قوله تعالى * ( فَوَكَزَه مُوسى فَقَضى عَلَيْه ) * اى قتله وفرغ منه وقيل انّ قوله تعالى * ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ ) * وقوله تعالى * ( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ ) * ( - أيضا - ) من هذا القبيل وفي وسائل المحقّق الكاظمي ( - قده - ) انّه يحتمله قولهم قضى نحبه وقضيت حاجتي ومنها المضيّ والإتمام فإنّ القاضي يمضي الأمر ويفعله ويتمّه ومنه قوله سبحانه * ( فَلَمَّا قَضى مُوسَى الأَجَلَ ) * الآية وقوله جلّ ذكره * ( قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيه تَسْتَفْتِيانِ ) * اى تمَّ ومضى ومنها البلوغ والنّيل ومنه قوله جلّ من قائل * ( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) * اى بلغ ما يريد وناله وقضيت حاجتي اى نلته ومنها الإنهاء والأعلام قال في التّاج وقضى اليه أنهاه ومنه قوله تعالى * ( وقَضَيْنا إِلَيْه ذلِكَ الأَمْرَ ) * أي أنهيناه اليه وابلغناه ذلك انتهى ومنها البيان ومنه قوله سبحانه * ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُه ) * اى يبيّن لك بيانه ومنها الحتم والأمر ومنه قوله سبحانه * ( وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ) * وربّما جعله غير واحد بمعنى الحكم وما ذكرناه أظهر ومنه ( - أيضا - ) قوله تعالى * ( ثُمَّ قَضى أَجَلًا ) * اى حتم بذلك وأتمّه قاله في التّاج وغيره ومنها الصّنع والخلق كما في قوله جلّ شانه * ( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) * اى صنعهنّ واحكمهنّ وقال في تاج العروس مازجا بالقاموس ويكون القضاء بمعنى الصّنع والتقدير يقال قضى الشيء قضاء إذا صنعه وقدّره وقوله تعالى * ( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) * اى خلقهن وعملهنّ وصنعهنّ وقدّرهنّ واحكم خلقهنّ ومنه القضاء المقرون بالقدر وهما أمران متلازمان لا ينفد أحدهما عن الأخر لأنّ أحدهما بمعنى الأساس وهو القدر والأخر بمنزلة البناء وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ومنه قول أبى ذويب وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السّوابغ تبّع انتهى ومنها الحكم كما في قوله سبحانه * ( وا لله يَقْضِي بِالْحَقِّ ) * اى يحكم به فيكون القاضي الحاكم قال في التّاج القضاء بالمدّ ويقصر الحكم قال الجوهري أصله قضاى لانّه من قضيت الَّا انّ الياء لمّا جاءت بعد الألف همزت قال ابن أبي برى صوابه بعد الألف الزّائدة طرفا همزت قضى عليه وكذا بين الخصمين يقضى قضيا بالفتح وقضاء بالمدّ وقضية كغنية مصدر وهي الاسم ( - أيضا - ) اى يحكم عليه وبينهما فهو قاض وذلك مقضي عليه انتهى ومنها فصل الأمر قولا أو فعلا وعن ابن فارس في المقاييس انّه أصل صحيح يدلّ على أحكام الأمر وإتقانه وإنفاذه انتهى ومنه قوله سبحانه * ( ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ) * . * ( إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها ) * إلى غير ذلك من المعاني الَّتي يمكن إرجاع بعضها إلى بعض بل عن أبي إسحاق دعوى كون مرجع الجميع إلى الإتمام وانّ المعاني الأخر مصاديقه وافراده نظرا إلى انّ تمام كلّ شيء بحسبه فيكون مشتركا معنويّا وهو خير من الاشتراك اللَّفظي الَّذي المجاز خير منه كما تقرّر في محلَّه وعلى كلّ حال فقد سمعت من الفيومي التّصريح بأنّ إطلاق القضاء على خصوص الإتيان بالموقّت في خارج وقته اصطلاح من العلماء وليس الاستعمال في هذه الخصوصيّة من المعاني اللَّغوية فما صدر من بعض مشايخنا ( - قدّه - ) من زعم انّه من المعاني اللَّغوية وانّ منه قوله عليه السّلام من فاتته فريضة فليقضهما كما فاتته لا وجه له ثمَّ انّه قال في المصباح المنير انّ القضاء على جميع المعاني مصدر فتأمّل قوله طاب ثراه فعن الانتصار بعد اختيار انّ الوليّ ( - اه - ) ( 1 ) ما عزى إلى الانتصار موجود فيه قال ( - ره - ) في باب الصّوم مسئلة وممّا ظنّ انفراد الإماميّة به ولها فيه موافق وسنذكره القول بانّ الصّوم يقضى عن الميّت كانّا فرضنا رجلا مات وعليه أيّام من شهر رمضان لم يقضها بغير عذر فيتصدّق عنه لكلّ يوم بمدّ من طعام فإن لم يكن له مال صام عنه وليّه فإن كان له وليّان فأكبرهما وباقي الفقهاء يخالفون في ذلك ولا يرون انّه يصام عن الميّت في قضاء شهر رمضان وفي النّذر بل يتصدّق عنه وحكى عن أبي ثور انه يصام عن الميّت في قضاء شهر رمضان وفي النّذر وهذه موافقة للإمامية والحجّة للإماميّة الإجماع المتكرّر وقد طعن بما نقوله بقوله تعالى * ( وأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ) * وانّ ذلك ينبغي ان يكون سعى غيره له وبما روى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله من قوله عليه السّلام إذا مات المؤمن انقطع عمله الَّا من ثلث صدقة جارية وولد صالح يترحّم عنه وعلم ينتفع به ولم يذكر الصّوم منه والجواب عن ذلك انّ الآية انّما تقتضي ان لا يثاب الإنسان إلَّا بسعيه ونحن لا نقول الميّت يثاب بصوم الحيّ وتحقيق القول في هذه المواضع إلى أخر ما نقله الماتن ( - ره - ) الَّا انّ في بعض الفقرات غلطا من النّاسخ غير مغيّر للمعنى فمنها قوله في صوم الولي والصّحيح في صوم وليّه ومنها قوله والثّواب في هذا الفعل والصّحيح والثواب على الحقيقة في هذا الفعل ومنها قوله لأجل هذا الفعل والصحيح لأجل هذا العمل ومنها قوله وسبب عن صومه والصّحيح وسبب صومه ومنها قوله وقيل صام عنه والصّحيح ولانّه حصلت له به علقة قيل لأجلها صام عنه قوله طاب ثراه ثمَّ ساق أخبارا نبويّة ( - اه - ) ( 2 ) قال في الانتصار بعد ذكر ما نقل عنه في المتن ما لفظه وخبرهم هذا معارض لما يروونه عن عائشة ان النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله قال من مات وعليه صيام صام عنه وليّه وفي خبر أخر انّ أمرية جاءت إلى النبي ( - ص - ) فقال انّه كان على أمّي صوم شهرا فأقضيه عنها فقال صلَّى اللَّه عليه وآله أ رأيت أن كان على أمّك دين أ كنت تقضيه قالت نعم فقال صلَّى اللَّه عليه وآله فدين اللَّه أحقّ ان يقضى وبما رواه ابن عبّاس عن النّبي ( - ص - ) في صوم النّذر انّه أمر وليّه ان يصوم عنه انتهى ما في الانتصار قوله طاب ثراه وتبعه في جميع السيّد أبو المكارم ( - اه - ) ( 3 ) هذه النّسبة ( - أيضا - ) في محلَّها فإنّه قال في الغنية في مبحث قضاء الصّلوة ما لفظه ومن مات

285

نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست