responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 272


عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللَّه عزّ وجلّ * ( ولَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وهُمْ يَعْلَمُونَ ) * قال الإصرار أن يذنب الذّنب فلا يستغفر ولا يحدّث نفسه بتوبته فذلك الإصرار وروى من طرق العامّة عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ما أصرّ من استغفر ثمَّ قال لكن هذا تأييد ضعيف لجواز ان يكون المراد بالإصرار المداومة عليه أو العزم على المعاودة فإنّ ذلك أنسب باللَّغة قال الجوهري أصررت على الشّيء أي أقمت عليه ودمت به انتهى وقال ابن الأثير أصرّ على الشّيء يصرّ إصرارا إذا لزمه وداومه وثبت عليه وقال في القاموس أصرّ على الأمر لزم وقريب منه كلام ابن فارس في المجمل وامّا الرّواية فضعيفة السّند انتهى ما في الذّخيرة والجواب عن الأخبار انّ ما دلّ على كون بعض المعاصي أكبر من بعض حاكم على ما دلّ على انّ كلّ معصية شديدة أو انّ كلّ معصية توجب لصاحبها النّار ولا منافاة بين النّهى عن استحقار الذّنب وبين كون بعض الذنوب أعظم من بعض لأنّ الأخير ناظر إلى الواقع وأصل مرتبة الذّنب لا بالالتفات إلى انّ الذي عصاه هو الملك الجليل تعالى شانه والأوّل ناظر إلى انّ من يعصيه العبد هو الملك الجليل عزّ شانه ويشهد بما ذكرنا تعليل جملة من الأخبار النّاهية عن استحقار الذّنب ذلك بكون الإصرار كبيرة مثل خبر الحسين بن زيد عن الصّادق عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام في حديث المناهي انّ رسول اللَّه ( - ص - ) قال لا تحقّروا شيئا من الشرّ وان صغر في أعينكم ولا تستكثروا شيئا من الخير وان كثر في أعينكم فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار والأخبار بهذا المضمون كثيرة مذكورة في أبواب جهاد النّفس وتأتي جملة منها إنشاء اللَّه تعالى فتلخّص من ذلك كلَّه انّ القول المشهور بين جمع من الأقدمين وعامّة من تأخّر من تقسيم الذّنوب إلى كبيرة وصغيرة هو الأظهر واللَّه العالم وإذ قد عرفت ذلك فلنرجع إلى ما في المتن ونقول انّ لهم في تميز الكبائر من الصّغائر حتّى يترتّب على كلّ منها حكمه مسالك أحدها ما سلكه الماتن ( - ره - ) في العبارة الثّاني ما سلكه العلَّامة الطباطبائي ( - قدّه - ) فيما حكى عنه حيث اختار ما هو المشهور من انّ الكبائر هي المعاصي الَّتي توعّد اللَّه سبحانه عليها النّار مستندا في ذلك إلى جملة من الأخبار وفيها الصّحيح وغيره لكن يظهر ممّا نقل عنه انّه عمّم الوعيد بالنّار إلى الصّريح والضّمني وانّه حصر الوارد في الكتاب في أربع وثلثين منها أربعة عشر ممّا صرّح فيها بخصوصها بالوعيد بالنّار الأوّل الكفر باللَّه العظيم لقوله تعالى * ( والَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * وغير ذلك وهي كثيرة الثّاني الإضلال عن سبيل اللَّه لقوله تعالى * ( ثانِيَ عِطْفِه لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ ا لله لَه فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ونُذِيقُه يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ ) * وقوله تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ ولَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ) * الثّالث الكذب على اللَّه والافتراء عليه لقوله تعالى * ( ويَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى ا لله وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ ) * وقوله تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ا لله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ ) * وأورد عليه في الجواهر بأنّه ليس في الثّانية ذكر النّار قلت هو على مبنى العلَّامة الطَّباطبائي ( - ره - ) إيراد موجّه حيث جعل الميزان توعيد اللَّه بالنّار الَّا انّه لا يخفى عليك تعليل كون القذف من الكبائر في صحيح عبد العظيم المتقدّم بتوعيد اللَّه على القاذف بالعذاب العظيم ولازمه كون ما توعّد اللَّه عليه بالعذاب الشديد كما في الافتراء من الكبيرة ( - أيضا - ) ولعلّ السيّد ( - قدّه - ) بالنّظر إلى إيراد صاحب الجواهر ( - ره - ) عدّ الافتراء والكذب واحدا وهما في الحقيقة واحد فيندفع الإيراد بكفاية التّوعيد بالنّار في الآية الأولى الرّابع قتل النّفس الَّتي حرّم اللَّه قتلها قال اللَّه سبحانه * ( ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُه جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وغَضِبَ ا لله عَلَيْه ولَعَنَه وأَعَدَّ لَه عَذاباً عَظِيماً ) * وقال عزّ وجلّ * ( ولا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ا لله كانَ بِكُمْ رَحِيماً ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيه ناراً وكانَ ذلِكَ عَلَى ا لله يَسِيراً ) * الخامس الظَّلم قال اللَّه عزّ وجلّ * ( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوه بِئْسَ الشَّرابُ وساءَتْ مُرْتَفَقاً ) * السادس الرّكون إلى الظَّالمين قال اللَّه تعالى * ( ولا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) * السّابع الكبر لقوله تعالى * ( فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) * الثّامن ترك الصّلوة لقوله ( - تعالى - ) * ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) * الآية التاسع المنع من الزّكوة لقوله تعالى * ( الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ ا لله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) * العاشر التخلَّف عن الجهاد لقوله سبحانه * ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ ا لله وكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ا لله وقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ ) * الحادي عشر الفرار من الزّحف لقوله ( - تعالى - ) * ( ومَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَه إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ ا لله ومَأْواه جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمَصِيرُ ) * الثّاني عشر أكل الرّبا لقوله عزّ وجلّ * ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُه الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وأَحَلَّ ا لله الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَه مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّه فَانْتَهى فَلَه ما سَلَفَ وأَمْرُه إِلَى ا لله ومَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * الثالث عشر أكل مال اليتيم ظلما لقوله تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) * الرّابع عشر الإسراف لقوله عزّ وجلّ * ( وأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ ) * وامّا المعاصي التي وقع التّصريح فيها بالعذاب دون النّار فهي أربع عشرة الأول كتمان ما انزل اللَّه لقوله عزّ وجلّ * ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ ا لله مِنَ الْكِتابِ ويَشْتَرُونَ بِه ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ ولا يُكَلِّمُهُمُ ا لله يَوْمَ الْقِيامَةِ ( وَلا يُزَكِّيهِمْ ) ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) * الثّاني الإعراض عن ذكر اللَّه عزّ وجلّ لقوله تعالى * ( وقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْه فَإِنَّه يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً خالِدِينَ فِيه وساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا ) * الثّالث الإلحاد في بيت اللَّه عزّ وجلّ لقوله تعالى * ( ومَنْ يُرِدْ فِيه بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْه مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) * الرّابع المنع من مساجد اللَّه لقوله ( - تعالى - ) * ( ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ ا لله أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه وسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) * الخامس أذيّة رسول اللَّه ( - ص - ) لقوله تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ ا لله ورَسُولَه لَعَنَهُمُ ا لله فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ وأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) * السّادس الاستهزاء بالمؤمنين لقوله عزّ وجلّ * ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ

272

نام کتاب : نهاية المقال في تكملة غاية الأمال نویسنده : الشيخ عبد الله المامقاني ( العلامة الثاني )    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست