من نشر أحاديث الكوفيين ب ( قم ) . وهذا يقتضي القبول من القميين - ومنهم الجم الغفير من الفقهاء ونقاد الحديث - بأبلغ الوجوه ، فان نشر الحديث لا يتم إلا بالاعتماد والقبول . ومع ذلك ، فهو من رجال ( نوادر الحكمة ) [1] ولم يستثنه القميون منهم فيمن استثنوا من ضعيف أو مجهول . هذا كله ، مع سلامته من الطعن والقدح والغمز حتى من القميين وابن الغضائري وغيرهم من المتسرعين إلى القدح بأدنى سبب . وقل ما اتفق ذلك ، خصوصا في المشاهير . وهذه مزية ظاهرة لهذا الشيخ الجليل . ولقوة هذه الأسباب وتعاضدها وتأيد بعضها ببعض قالوا : إن حديثه حسن في أعلى درجات الحسن . وهذا القدر مما لا ريب فيه ، وانما الكلام في توثيقه وصحة حديثه . والأصح - عندي - : إنه ثقة ، صحيح الحديث . ويدل على ذلك وجوه الأول - ما ذكره ولده الثقة الثبت المعتمد ( في خطبة تفسيره المعروف ) [2] فإنه قال : " ونحن ذاكرون ومخبرون بما انتهي الينا ، ورواه ومشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم " ثم إنه روى معظم كتابه هذا عن أبيه - رضي الله عنه - ورواياته كلها : حدثني أبي ، وأخبرني أبي إلا النادر اليسير الذي رواه عن غيره [3] . ومع هذا الاكثار لا يبقى الريب
[1] تقدم في هامش ( ص 348 ) المقصود من كلمة ( نوادر الحكمة ) وانظر أيضا : خاتمة مستدرك الوسائل للمحدث النوري - الفائدة الخامسة - ( ج 3 ص 655 ص 656 ) . [2] راجع تفسيره - المطبوع بتبريز سنة 1315 بهامشه تفسير الإمام العسكري عليه السلام - ( ص 4 ) . [3] كما يتضح ذلك لمن راجع تفسيره المطبوع .