وتظهر الثمرة في استفادة العدالة من تلك اللفظة في توثيقات شيخِنا المفيد في الإرشاد كما ذكر في حقّ جماعة ( 1 ) ، بل قد عقد السيّد السند النجفي في أواخر رجاله ( 2 ) عنواناً لرجال الإرشاد ، وضَبَطَ فيه كلَّ مَنْ أتى شيخنا المفيد فيه بكلام ، توثيقاً كان أو غيره . إلاّ أنْ يُقال : إنّ توثيق شيخنا المفيد قد يكون على وجه الإضافة نحو : فلان من ثقات الكاظم ( عليه السلام ) مثلا . والإضافة فيه مظهرة عن إرادة المعنى اللغوي ( ولو بناءً على ثبوت الحقيقة المتشرّعة في الوثاقة ) ( 3 ) كما هو المتعارف في العرف حيث يقال : " فلانٌ من ثقات فلان " والغرض الوثاقة بالمعنى اللغوي بلا شبهة . نعم ، تظهر الثمرة لو كان التوثيق في الإرشاد بقول مطلق ؛ أي كان بلفظة " ثقة " كما هو المتداول في كلمات أرباب الرجال ، والمقصود بالبحث عنه في المقام . لكن يمكنُ القول بأنّ توثيقَ الإرشاد في حكم توثيق أهل الرجال ، بناءً على دلالة التوثيق في كلمات أرباب الرجال على العدالة من باب حذف المتعلّق ، بل على جميع المشارب الآتية في بعض التذييلات في استفادة العدالة من لفظة " ثقة " في كلمات أرباب الرجال . فلا تكونُ توثيقات الإرشاد موردَ ظهورِ الثمرة في تطوّر الحقيقة المتشرّعة في باب الوثاقة في العدالة . وقد تأمّل بعضٌ - نقلا - في دلالة توثيقات الإرشاد على العدالة ، وسيأتي مزيدُ الكلام . وتظهر الثمرة ( 4 ) أيضاً في توثيقات الرواة ، كما في توثيق هشام المشرقي من
1 . الإرشاد : 270 - 271 . 2 . رجال السيّد بحر العلوم 4 : 63 . 3 . ما بين القوسين ليس في " ح " . 4 . في " ح " : " الثمرات " .