responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي    جلد : 1  صفحه : 63


ومن جهة ثالثة إنهم أحق بالفهم ، وأجدر بالعلم ، وأحرى بالاهتداء إلى الأمور الدينية ، والنصائح الإلهية ، وذلك كله حيث إنهم قد آمنوا بربهم أي صدقوا به تعالى ، وبوعده ووعيده لأن الأيمان بالله هو التصديق به ومحله في القلب لذا قال تعالى : ( قَالَتْ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ( [ الحجرات / 14 ] . والمراد من القلوب هي النفوس ، أي لا تكونون مؤمنين حقا حتى يستقر الأيمان ويثبت في نفوسكم .
اختصاص لفظ ( الذين آمنوا ) بهذه الأمة فقط وتعبير الله عن المؤمنين بهذا اللفظ الذين آمنوا بنحو الخطاب أو بغير الخطاب مما يختص بهذه الأمة تشريفاً لهم على غيرهم من الأمم .
وأما الأمم السالفة فيعبر الله عنهم بألفاظ أخرى ، بلفظة قوم كقوله تعالى : ( قَوْمُ نُوحٍ ( و ( قَوْمِ هُودٍ ( وبلفظ أصحاب كقوله : ( أَصْحَابُ مَدْيَنَ ( و ( أَصْحَابَ الرَّسِّ ( وبلفظ : ( أَهْلَ الْكِتَابِ ( و ( بَنِي إِسْرَائِيلَ ( وبلفظ : ( الَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ( إلى غير ذلك من التعابير المختلفة ، أما التعبير بهذا اللفظ ، الذين آمنوا ، فالظاهر إنه مما يخص التشرف به هذه الأمة الإسلامية كرامة لنبيها ( ص ) ، فعلى المؤمنين من هذه الأمة أن يشكروا الله تعالى على هذا التشريف لهم ويقدروه حق تقديره بامتثال أوامره وتلبيتها . قال بعض المفسرين : إذا سمعت الله عز وجل يقول : يا أيها الذين آمنوا فارع لها سمعك ، فإنها لأمر تؤمر به ، أو لنهي تنهى عنه ، أو إخبار بفرض تخبر به وأعلم إن جميع أوامر الله لعباده المؤمنين ، ونواهيه لهم إنما هي لصالحهم وإسعادهم في الدارين ، إذ ما أمر

63

نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست