responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي    جلد : 1  صفحه : 198


فوائد الصلاة على محمد وآله ، ومعطياتها لهم وللمصلي عليهم أختلف علماء المسلمين في أن الصلاة على محمد وآله هل تنفعهم شيئا بأن تكون باعثةً لمزيد كمالاتهم ومرتبتهم وأجرهم أم لا ؟ بل هي سبب لحصول الأجر والثواب لنا فقط .
فذهب بعضهم إلى إنهم ( ع ) قد بلغوا في مرتبة الكمال والفضل مرتبة لا يمكن الزيادة عليها ولا الترقي فيها ، لأنهم ( ع ) قد جمعوا الكمالات النفسانية وجميع الفضائل الربانية حتى لم يبق كمال إلا وقد حازوه ، ولا فضل إلا وقد جمعوه فصلواتنا عليهم لا تزيدهم شيئا ، وإنما هي باعثة لمزيد أجرنا وثوابنا هذا قول بعضهم وممن يرى هذا الرأي ابن أبي الحديد المعتزلي حيث يقول عند شرحه لقول علي أمير المؤمنين ( : إذا كانت لك عند الله سبحانه حاجة فأبدأ بمسألة الصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله ثم سل حاجتك فأن الله أكرم من يسأل حاجتين فيقضي أحدهما ويمنع الأخرى . يقول ابن أبي الحديد بما نصه ج 4 ص 402 : هذا الكلام على حسب الظاهر الذي يتعارفه الناس بينهم ، وهو عليه السلام يسلك هذا المسلك كثيرا ويخاطب الناس على قدر عقولهم ، وأما باطن الأمر فإن الله تعالى لا يصلي على النبي صلى الله عليه وآله لأجل دعائنا إياه أن يصلي عليه ، لأن معنى قولنا : اللهم صل على محمد أي أكرمه وأرفع درجته ، والله سبحانه وتعالى قد قضى له بالإكرام التام ورفعة الدرجة من دون دعائنا ، وإنما تعبدنا نحن بأن نصلي عليه لأن لنا ثواباً في ذلك لا لأن إكرام الله تعالى له أمر يستعقبه ويستتبعه دعاؤنا ، وأيضا فأي غضاضة على الكريم إذا سئل حاجتين فقضى أحدهما دون الأخرى إن كان عليه في ذلك غضاضة فعليه في رد الحاجة الواحدة غضاضة أيضا .
أقول : ونحن نرى إن الواقع الصحيح يخالف هذا الرأي والله العالم .

198

نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست