نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 320
وزعم بعض المخالفين أنهم يخصون العموم بدلالة التخصيص على مخالفة حكم لأنه ما عداه له لأنه أقوى من الخطاب في زعمه كما أن المفسر [1] يخص المجمل والقياس يخص الظاهر [2] وقد دللنا [3] على فساد هذه المقالة إلا أنا مع ذلك لا ندع بيان [4] فساد هذا الفرع إذا سلم لهم ما ادعوه في الأصل فنقول لهم لم [5] زعمتم أن هذا الضرب من الدليل يخص الظاهر فإن قال كما أخصه بلفظ غيره وكما أخصه بالقياس قيل له ولم قلت إن هذا مثل القياس أخبرنا ومثل لفظ آخر هو [6] أخص منه فلا ملجأ في ذلك إلا [7] إلى دعوى عارية من البرهان ثم [8] يقال له أليس هذا الضرب من الدليل يجوز فيه التخصيص عندك كما يجوز في العموم فلم جعلت الدليل حاكما على العموم دون أن تجعل العموم حاكما عليه وهلا جعلت أقل أحوالهما أن يتساويا فلا يكون القضاء بأحدهما على الآخر أولى من أن يقضي بالآخر عليه وليس هذا مثل القياس لأن القياس لا يجوز فيه التخصيص عندك مع وجود العلة ولأنه غير جائز وجود قياس لا يوجب حكما رأسا ويجوز وجود هذا الضرب من الدليل غير موجب لحكمه على نحو ما مر [9] ثم يقال له هلا جعلت العموم أولى من لأنه غير جائز وجود عموم لا يتعلق به حكم
[1] المفسر : عرفه السرخسي بأنه اسم للمكشوف الذي يعرف المراد به مكشوفا على وجه لا يبقى بعد احتمال التأويل فيكون فوق الظاهر والنص لان احتمال التأويل قائم بينهما منقطع في المفسر . أصول السرخسي 1 / 165 . [2] والظاهر : عرفه السرخسي بأنه ما يعرف المراد منه بنفس السماع من غير تأمل وهو الذي يسبق إلى العقول والأوهام لظهوره موضوعا فيما هو المراد . وعرف أيضا بأنه ما دل على المعنى مع احتمال غيره احتمال مرجوحا راجع أصول السرخسي 1 / 164 وأصول الفقه للشيخ زهير 2 / 17 وراجع تفصيل تعاريف المفسر والظاهر تيسير التحرير 1 / 200 . [3] لفظ ح " دلنا " وهو تصحيف . [4] لم ترد هذه الزيادة في ح . [5] في ح " ما " . [6] لم ترد هذه الزيادة في د . [7] لم ترد هذه الزيادة في ح . [8] في د " و " . [9] لم ترد هذه الزيادة في ح وأبدلها ب " مع " وهو سهو .
نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 320