نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 160
وأنكرت وفي عائشة رضي الله عنها حديث ابن عمر وعمر [1] رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ( 2 ) فقالت قال الله عز وجل ( 3 ) تزر وازرة وزر أخرى ( 4 ) وإنما أنكرت اعتقاد ظاهره انه يعذب لأجل فعل غيره والذي عندنا فيه أن عمر وابن عمر إنما جوزا ذلك على وجه لا يقبح مثله ولا تكون عائشة مخالفة لهما في معناه وذلك أن البكاء عند العرب هو التعديد ( 5 ) وكانوا يعددون على موتاهم في الجاهلية بما كانوا يتبارون ( 6 ) به ( 7 ) من الغارات والسباء والقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض من سمعه يعدد بمثله إنه يعذب لهذه ( 8 ) الأفعال وكن قبول عمر وابنه له على وجه صحيح ورد عائشة له على وجه آخر صحيح أيضا ( 9 )
[1] عبارة د " ابن عمر عن عمر " . سقطت من ح . أخرج البخاري الحديث بألفاظ كثيرة منها " إن الميت ليعذب ببكاء الحي " ولفظ " إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه " ولما توفيت امرأة عثمان رضي الله عنه بمكة قال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان ألا تنهي عن البكاء فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " وفي لفظ لابن عمر كما ذكر الجصاص " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " فتح الباري كتاب الجنائز باب 44 ( 3 / 175 ) . وأخرج مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه قال ذكر عند عائشة قول ابن عمر " إن الميت يعذب ببكاء أهل عليه ، فقالت رحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال " أنتم تبكون وإنه ليعذب " صحيح مسلم كتاب الجنائز حديث رقم 22 و 23 ، 25 ، 26 ، 27 ( 4 / 234 ) وراجع النسائي كتاب الجنائز باب 15 ح 4 وتحفة الأحوذي كتاب الجنائز باب 22 ، 24 ح 4 وابن ماجة كتاب الجنائز باب 54 ، 58 ح 1 والموطأ كتاب الجنائز باب 37 ح 2 وأحمد 1 / 36 ، 38 ، 41 ، 42 و 2 / 31 ، 38 ، 134 و 4 / 437 وانظر الإجابة فيما استركته عائشة على الصحابة 102 ومسند أبي بكر الصديق حديث رقم 37 ونيل الأوطار 4 / 111 - 122 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير 1 / 206 . ( 3 ) سقطت الواو من د . ( 4 ) الآية 15 من سورة الإسراء و 7 من سورة الزمر و 18 من سورة فاطر و 164 من سورة الأنعام . ( 5 ) البكاء يقصر ويمد قاله الفراء وغيره إذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها . وقال الخليل من قصره ذهب به إلى معنى الحزن ومن مده ذهب به إلى معنى الصوت . ولم أجد للبكاء المعنى الذي أورده الجصاص في المراجع التالية : صحاح الجوهري 2 / 448 ولسان العرب 4 / 43 والقاموس المحيط 4 / 304 وتاج العروس 10 / 42 . ( 6 ) لفظ ح " يتبرءون " . ( 7 ) لم ترد هذه الزيادة ف ح . ( 8 ) لفظ د " بهذه " . ( 9 ) في ح وقعت " أيضا " بعد قوله " عائشة له " .
نام کتاب : الفصول في الأصول نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 160