responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 60
عمر)([109]).

ويمكن لنا بوضوح ملاحظة ما كان يواجهه عثمان بن عفان من المعارضة الشديدة جراء تغييره لبعض الأحكام والسنن وبالخصوص سنة الشيخين، مع ان أكثر هذه الأصوات لم تكن ترفع ضد إضافات أبي بكر وعمر وتغييراتهما للسنة النبوية، مع ان تغييرهما للسنة النبوية وللأحكام الشرعية كان اشد وأعظم من تغيير عثمان لها، وهذا التناقض في ردة فعل الصحابة تجاه هذين التغييرين هو الذي حدا بعثمان بن عفان أن يصرخ بوجه أولئك المعترضين ويواجههم بهذه الحقيقة علانية بقوله في إحدى خطبه: (ألا فقد والله عبتم علي بما أقررتم لابن الخطاب بمثله ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم ولنت لكم وأوطأت لكم كتفي وكففت يدي ولساني عنكم فاجترأتم علي أما والله لأنا أعز نفرا وأقرب ناصرا وأكثر عددا)([110]).

ولعل سبب هذه المعارضة يعود إلى عدم فهم عثمان بن عفان لقواعد اللعبة، وذلك لان الشيخين أشركوا في الحكم كل قبائل العرب، وادخلوا في جهاز الدولة جميع من كان له مطمع في الإمارة من الصحابة وغيرهم، فأعطوا الأموال العظيمة وقسموا الهدايا الجسيمة، وولوا البلدان لمن كان يتشوق للولاية، فأحبهم الناس وأحبوا بقاءهم وصبروا على ما في إمارتهم من العلل والنقص رجاء أعطياتهم وصلاتهم، والأهم من ذلك كله هو إيجادهم لشبكة إعلامية قوية تغطي جميع تصرفاتهم وتغييراتهم وتبررها وتلبسها لباسا شرعيا.

لكن عثمان بن عفان خالف قواعد اللعبة، وأراد ان يستفرد بالغنيمة كاملة هو وأهل بيته من بني أمية دون أهل الحل والعقد من الصحابة الذين كانوا يمنحون الدولة المساندة مقابل نظام المحاصصة، فصيرهم أسوة بغيرهم من الناس، وأعطى الأموال الجسيمة إلى قرابته وأهل بيته، فثارت لذلك ثائرة الذين تم إقصاؤهم ومساواتهم بغيرهم، فشعروا بان مصالحهم باتت مهددة بالزوال والضياع، وان منازلهم ومقاماتهم التي تمتعوا


[109] مسند أحمد لأحمد بن حنبل ج 1 ص 68.

[110] تاريخ الطبري ج 3 ص 377.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست