نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 568
الحديث ويخالف طعن ابن الجوزي بقوله في (اللآلي
المصنوعة في الأحاديث الموضوعة): («قلت» قال فيه أحمد ما به بأس)([1356])،
فترك السيوطي كلمات جميع أعلام أهل السنة وطعونهم على أبي قتادة وأصر على التمسك
بكلام احمد بن حنبل لأنه رأى منه منفذا ومخرجا يستطيع من خلاله تصحيح فضيلة من
فضائل أبي بكر.
لكن هذه الاستماتة من السيوطي لتوثيق عبد الله بن واقد تتبدل حينما يتعلق
الأمر بفضائل سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، ففي حديث:
(...حدثنا عبد الله بن واقد أبو قتادة الجراحي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن النبي كان كثيرا ما يقبل نحر فاطمة، فقلت يا رسول الله أراك تفعل
شيئا لم تفعله قال أو ما علمت يا حميراء أن الله عز وجل لما أسرى بي إلى السماء أمر
جبريل فأدخلني الجنة ووقفني على شجرة ما رأيت أطيب منها رائحة ولا أطيب ثمرا فأقبل
جبريل يفرك ويطعمني فخلق الله في صلبي منها نطفة فلما صرت إلى الدنيا واقعت خديجة فحملت
بفاطمة كلما اشتقت إلى الجنة ورائحة تلك الشجرة شممت نحر فاطمة فوجدت رائحة تلك الشجرة
منها وأنها ليست من نساء أهل الدنيا ولا تضل كما يضل نساء أهل الدنيا)، فعلق
السيوطي على هذا الحديث ما نصه: («قلت» قال الذهبي في الميزان هذا حديث موضوع مهتوك
الحال أو ما اعتقد أن أبا قتادة رواه قال ثم وجدت له إسناداً آخر رواه الطبراني عن
عبد الله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي عن أبي قتادة فهو الآفة والله أعلم)([1357]).
أقول:
فلماذا عدّ السيوطي أبا قتادة هنا آفة، واتخذه ذريعة لتكذيب فضيلة كهذه من فضائل
سيدة نساء العالمين، واستشهد بكلام الذهبي لتحقيق هذا الغرض، بينما ضرب بعرض
الجدار كلمات الذهبي وغيره وأصر على توثيقه في فضائل أبي بكر وعمر بن الخطاب، وهل
هذا إلا دليل آخر على تحيز القوم وتضاربهم في منهجية التعامل مع فضائل أهل البيت صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين، وفضائل غيرهم من
[1356] اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة لجلال الدين السيوطي
ج1 ص264.