وقال ابن حبان في (كتاب المجروحين): (مشرح بن هاعان...يروي
عن عقبة ابن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، روى عنه ابن لهيعة والليث وأهل
مصر، والصواب
في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات)([1290]).
وقد كرر ابن حبان ذكره في كتاب (الثقات) فقال: (مشرح بن
هاعان من أهل مصر يروي عن عقبة بن عامر روى عنه أهل مصر يخطئ ويخالف)([1291]).
وقال ابن الجوزي في (الموضوعات): (وقال ابن حبان: انقلبت على مشرح صحائفه
فبطل الاحتجاج به)([1292]).
أقول: لا
ينفع توثيق ابن معين وغيره لمشرح بن هاعان، لان توثيقهم مجمل، ومن جرحه كابن حبان
وغيره فقد جرحه بجرح مفسر، والجرح المفسر مقدم بلا أدنى شك على التوثيق المجمل،
وحتى لو قيل جدلا بوثاقته، فان حديثه عن عقبة منكر لا يتابع عليه وحديث نبوة عمر
بن الخطاب مروي عن عقبة فيكون منكرا، إضافة إلى ان انفراده بحديث لا يقبل منه،
وسيأتي تصريح الترمذي بأن حديث نبوة عمر بن الخطاب مما انفرد به مشرح بن هاعان فلا
يقبل منه حينئذ هذا الانفراد.
ثم إني لأعجب كيف سمح البعض لنفسه بتوثيق مشرح بن هاعان
هذا وقبول حديثه وقد رمى الكعبة بالمنجنيق وهدمها وأحرق ستائرها ودمر أسوارها،
فكيف يكون مثل هذا الفاسق الكافر ثقة مقبول الرواية، بينما يضعفون رجال الشيعة
وأتباع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لأسباب تافهة وحجج واهية وقد مرت
بعضها.