ثالثا: لوجود مشرح بن هاعان الذي كان يخطئ ويخالف ويروي المناكير التي لا يتابع عليها

وهو مشرح بن هاعان المعافري، أبو مصعب المصري، من الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين، روى له أربعة من أصحب الكتب الستة، ولم يرو له مسلم في صحيحه ولا النسائي أي حديث، وله عدة طامات تمنع كل واحدة منها من الأخذ بروايته والقول بوثاقته، منها كونه صاحب رواية للمناكير، ومنها انه كان من أعوان الحجاج بن يوسف الثقفي وبالتحديد كان على المنجنيق الذي رميت به الكعبة المشرفة في حرب الحجاج مع ابن الزبير، وقد هدمت الكعبة وأحرقت بفعل هذا المنجنيق، فعليه لعائن الله وعلى من أمره إلى يوم الدين، والذي يروي عن عقبة بن عامر مناكير لا يتابع عليها، والذي كان يخطئ ويخالف، وقد انقلبت عنه صحائفه فبطل الاحتجاج به، وغير ذلك من الطامات، والتي سنتعرف عليها فيما يأتي من تصريحات:

قال الذهبي في (تاريخ الإسلام): («مشرح بن هاعان» أبو مصعب المعافري المصري...وثقه ابن معين، وقد لينه ابن حبان فقال: له مناكير...وكان على المنجنيق الذي رمى به الكعبة)([1288]).

وقال الذهبي أيضا في (ميزان الاعتدال): (مشرح بن هاعان...عن عقبة بن عامر. صدوق، لينه ابن حبان. وقال عثمان بن سعيد، عن ابن معين: ثقة. قال ابن حبان: يكنى أبا مصعب. يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها...فالصواب ترك ما انفرد به. وذكره العقيلي فما زاد في ترجمته أكثر من أن قيل: إنه ممن جاء مع الحجاج إلى مكة،