إضافة إلى كون الحديث معنعناً عن الحسن البصري وان
عنعنته غير مقبولة، حتى مع ثبوت المعاصرة، والسماع، فان في الحديث مثلبة أخرى وهي أن
الحسن البصري ليس له سماع مباشر من (أبي بكرة) وان هنالك واسطة ما بينه وبين أبي
بكرة قد تم حذفها من السند، فيصبح بذلك الحديث مرسلاً، ومراسيل الحسن البصري لا
يعتد بها كما بينا سابقا، وفيما يأتي جملة ممن قالوا وصرحوا بعدم سماع الحسن
البصري من أبي بكرة، قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (وقد روى بالإرسال عن
طائفة: كعلي، وأم سلمة، ولم
يسمع منهما، ولا من أبي موسى، ولا من ابن سريع، ولا من عبد الله بن عمرو، ولا من
عمرو بن تغلب، ولا من عمران، ولا من أبي برزة، ولا من أسامة بن زيد، ولا من ابن
عباس، ولا من عقبة بن عامر ولا من أبي ثعلبة، ولا من أبي بكرة...)([1262]).
وقال
سليمان بن خلف الباجي في (التعديل والتجريح): (وأنكر أبو الحسن الدارقطني ويحيى بن
معين أن
يكون الحسن سمع من أبي بكرة وذكر أبو الحسن أن الأحنف بن قيس بينهما)([1263]).
وقال
الباجي أيضا في المصدر نفسه: (قال أبو بكر سئل يحيى بن معين فقال لم يسمع الحسن من أبي
بكرة ولا سمع من جابر بن
عبد الله ولا من أبي هريرة)([1264]).
فيتلخص من
جميع ما مر ان الشاهد الذي ادعى السخاوي وجوده هو شاهد ضعيف الإسناد للأسباب
التالية:
1: وجود
محمد بن المثنى الذي كان في عقله شيء.
2: وجود
محمد بن عبد الله المثنى، الذي لم يكن عندهم من فرسان الحديث، والذي اختلط اختلاطا
شديدا، والذي كان يقرأ من كتبه التي لم تكن مصانة عن التلاعب والدس، وانه لم يسمع
من (أشعث بن عبد الله)