وكان الحسن البصري يكذب ويقول حضرت في الزمن الفلاني وسمعت فلاناً يقول كذا وكذا، وهو في الحقيقة لم يحضر في ذلك المكان ولم يسمع من فلان بأنه حدث بكذا وكذا، كما كان يقول خطبنا ابن عباس بالبصرة، وهو لم ير ابن عباس ولا حضر خطبته، قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب): (وقال علي ابن المديني:... ولم يسمع من ابن عباس وما رآه قط كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة وقال أيضا في قول الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة قال إنما أراد خطب أهل البصرة)([1251]).

وكذلك كان الحسن البصري يحدث عن أشخاص مجهولين لا أحد يعرفهم غيره، وربما لم يكن لهم وجود إلا في مخيلته، قال المزي في (تهذيب الكمال): (قال علي ابن المديني: والذين روى عنهم الحسن البصري من المجهولين: أحمر السدوسي، وأسيد بن المتشمس، وأنس بن حكيم الضبي، وجون بن قتادة البصري، وحبيب السلمي، عن عمر، وحكيم بن دينار، وحنتف بن السجف، ودغفل بن حنظلة، وسعد مولى

[1248] تهذيب الكمال للمزي ج 6 ص97 ــ 98.

[1249] سير أعلام النبلاء للذهبي ج 4 ص 566 ــ 567.

[1250] المصدر السابق ص567.

[1251] تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 233.