responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 528
القضاء زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه)([1236])، فأين هذا الكلام من تلك الصفات المثالية الكاذبة؟ وأين من لا يحمد فهمه من منازل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والصحابة والعلماء؟ إن هذا لشيء عجيب.

ولو توغلنا في شخصية الحسن البصري لم نجده إلا خادما من خدام السلطة وطغاتها، عاش على موائدهم صغيرا، وحفظ لهم الجميل كبيرا، فلم يكن يقبل لأحد الخروج عليهم، ورفع السيف بوجوههم، لردعهم عن باطلهم، وإقامة العدل في العباد والبلاد، قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ): (وصار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد)([1237]).

وكان ينهى عن الخروج على الحجاج الفاسق الظالم الجبار،قال محمد بن سعد في (الطبقات الكبرى): (فكان الحسن ينهى عن الخروج على الحجاج ويأمر بالكف...تكلم الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنه والله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم السكينة والتضرع...حدثنا عمرو بن يزيد العبدي قال سمعت الحسن يقول لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يفرج عنهم ولكنهم يجزعون إلى السيف فيوكلون إليه...)([1238]).

وكان يفتي بمتابعة الحاكم الظالم حتى في معصية الله سبحانه، قال المزي في (تهذيب الكمال): (لما ولي عمر بن هبيرة العراق. أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت، وكانا فيه شهرا أو نحوه...فجاء عمر يتوكأ على عصا له، فسلم ثم جلس فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلي كتبا أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته عصيت الله، وإن عصيته أطعت الله، فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجا؟ فقال الحسن: يا أبا عمرو أجب الأمير ــ أي أطعه ــ... فلما كان


[1236] سير أعلام النبلاء للذهبي ج 4 ص 582.

[1237] تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 71.

[1238] الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ج 7 ص 164 ــ 165.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست