نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 527
هذه الفرية، بينما سلّ القوم سيوفهم ورموا
الشيعة بكل ما عندهم حينما وصف الشيعة أئمتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بان
منازلهم مثل منازل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في أممهم، مع ان هذا
حق وعليه نصوص نبوية وقرآنية موجودة في كتب المخالف قبل الموالف.
واني لاعتقد بأن بركة هذا التقديس والتكريم قد جاءت للحسن البصري بسبب ان
آراءه وأقواله كانت أشبه الأقوال والآراء برأي عمر بن الخطاب وأقواله، فقد اخرج ابن سعد في (الطبقات الكبرى) عن: (وهب
بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي قال سمعت حميد بن هلال قال: قال لنا أبو قتادة
عليكم بهذا الشيخ يعني الحسن بن أبي الحسن فإني والله ما رأيت رجلا
قط أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه قال أخبرنا موسى بن إبراهيم قال حدثنا
مهدي بن ميمون قال حدثنا محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب قال سمعت مورقا يقول قال
لي أبو قتادة العدوي:إلزم هذا الشيخ وخذ عنه فوالله ما رأيت رجلا
أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه)([1235])، فلا عجب حينئذ من
تقديس القوم للحسن البصري ورفع مكانته وجعله تارة أفضل من الصحابة، وأخرى
كالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولو نقل لنا التاريخ وبنزاهة جميع
أقوالهم، لربما رأيناهم يصيرونه أفضل من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،
فألف عين لأجل عين تكرم، ولأجل موافقة الحسن البصري لعمر بن الخطاب في الآراء
والأقوال أكرموا عينه، ورفعوه منزلة، ولو خرج الحسن البصري اليوم من قبره وسمع بها
لتعجب، ولظن بان القوم يتكلمون عن شخص آخر غيره، ولضحك حتى الموت.
ولكننا لو
رجعنا إلى سيرة الحسن البصري العملية، وما نقل عنه من أفعال وأقوال واعتقادات، لا
نرى لتلك الصورة المثالية الأسطورية السابقة وجوداً يذكر، لان سيرته العملية أثبتت
بانه لم يكن محمود الفهم في القضاء وغيره، فعن الذهبي في (سير أعلام النبلاء) عن:
(عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال: ولي وهب القضاء زمن عمر بن عبد العزيز فلم
يحمد فهمه. فحدثت به معمرا، فتبسم وقال: ولي الحسن