نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 526
نبت فيه وتحقبه وتشربه، لا والله لا يبغض الحسن
إلا حروري)([1233])،
ولا ادري بأي نص من كتاب أو سنة أدخل هذا الكذاب من يبغض الحسن البصري في فرقة
الخوارج الكافرة، وكيف يمكن لهؤلاء ان يدعوا بأنهم يتبعون السنة النبوية، فأين
نصوص السنة النبوية القائلة بان كل من يبغض الحسن البصري فهو من الخوارج، واكرر
القول لو أن الشيعة الكرام وعلماءهم الأعلام قالوا بان كل من يكره الإمام الصادق
أو الباقر صلوات الله وسلامه عليهما، أو غيرهما من الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم
أجمعين فانه حروري خارجي مارق عن الإسلام، لرأينا كيف يسل أعلام السنة ومصنّفوهم
السيوف ويكتبون عن هذه المقولة الكتب والتصانيف ردا وتفنيدا، ولرأينا كيف تصدر
الفتاوى عن فقهائهم بهدر دم القائل لهذه المقالة وتكفيره، لكنهم يغمضون العين
ويصمون الآذان عن قول قتادة هذا.
وأعظم تعصب
رأيته في حق الحسن البصري، والذي فاقوا به كل التوقعات، هو تشبيهه بالأنبياء صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين، قال المزي: (وقال ضمرة بن ربيعة، عن الأصبغ بن زيد:
سمعت العوام بن حوشب يقول: ما أشبه الحسن إلا بنبي أقام في قومه ستين عاما يدعوهم إلى الله عز وجل)([1234])،
ولا ادري أي شيء كان في الحسن البصري هذا حتى يشبه بنبي أقام في قومه ستين عاما
يدعوهم إلى الله سبحانه، وكيف يمكن أن يشبه مثل هذا بالأنبياء صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين الذين كلمهم الله سبحانه وكلموه ونزلت عليهم الشرائع والأحكام،
وتحملوا اشد أنواع العذاب والآلام في سبيل محاربة الظلم والطواغيت، بينما الحسن
البصري قضى عمره كاتبا لأئمة الجور وأهل الباطل من بني أمية، ولم يكن سليم الاعتقاد
فقد كان متأرجحاً تارة مع المجبرة وأخرى مع القدرية، ومن أعوان الظلمة ظاهرا
وباطنا، كما سنعرف كل ذلك لاحقا، فكيف تسول أنفس القوم لهم تشبيه مثل هذا الإنسان
بالأنبياء العظام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والعجيب أنني لم أرَ بحسب ما
تتبعت كلمة عتاب أو رد على من ادعى