responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 525
وسالم بن عبد الله، وعروة ابن الزبير، ويحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، وأم جعدة أم هاني بنت أبي طالب فما رأيت فيهم مثل الحسن، ولو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، وله مثل أسنانهم ما تقدموه)([1231])، فلم يدر القوم انهم ولكي يرفعوا من منزلة الحسن البصري وضعوا من أقدار الصحابة، فأي فضيلة تبقى لأبي بكر وعمر وعثمان وأمثالهم إذا كان مثل الحسن البصري مقدماً عليهم لو كان بمثل أسنانهم وأعمارهم.

ومن تعصبهم أن جعلوا الحسن البصري أفضل من ابن عباس، قال المزي: (وقال عبد الرزاق، عن معمر: قال لي عمرو بن دينار: أبو الشعثاء عندكم أعلم أو الحسن؟ قال: قل: ما تقول؟! إن من عندنا يزعم أن الحسن أعلم من أبن عباس، قال: وهل كان الحسن إلا من صبيان ابن عباس؟ قال: فقلت: وهل كان أبو الشعثاء إلا من صبيان الحسن؟! قال: وما هو عندنا بأعلم منه. قال عبد الرزاق: فقلت لمعمر: أفرطت، قال: إنه أفرط فأفرطت)([1232])، وفي هذه الرواية يتضح ان وضع هذه الفضائل الكاذبة، كان بغرض المطاولة والمماراة في الكلام، لان القوم كانت انتماءاتهم متشعبة مختلفة، فكل واحد منهم يوالي شخصا معينا، فإذا اخرج أصحاب هذا فضيلة، يخرج أصحاب ذاك فضيلة اكبر، وهكذا كلما زاد هؤلاء في وضع الفضائل والمناقب المكذوبة، كلما زاد الطرف الآخر بوضع فضائل اكبر كذبا واشد زورا، فالحمد لله الذي فضح أمرهم على أيديهم.

ومن تعصبهم للحسن البصري حكمهم على كل من يبغضه بأنه حروري، والحروري هم فرقة من فرق الخوارج الذين وصفهم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم يمرقون ــ أي يخرجون ــ من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، قال المزي: (وقال موسى بن إسماعيل عن أبي هلال: كنا في بيت قتادة، فجاء الخبر أن الحسن توفي، فقلت: لقد كان غمس في العلم غمسته، فقال قتادة: لا والله، ولكن


[1231] تهذيب الكمال للمزي ج 6 ص 109 ــ 110.

[1232] المصدر السابق ص 105.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 525
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست