إذن فالحسن بن زيد بن الحسن وان كان من أولاد الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلا انه ممن خالف خطهم ونصر عدوهم وحرض على قتل ذراريهم فهو متهم في دينه وإيمانه فضلا عما قدمناه من اتهامه بوثاقته وحفظه، فيخرج من حد الثقة إلى حد الضعيف هو وحديثه بلا أدنى إشكال.

باء: ان الشيخ الألباني قد تناقض أشد التناقض في تحسين أو أحاديث (الحسن بن زيد بن الحسن) تضعيفها فقد حسن أحاديثه في بعض كتبه وذكر أقوال المادحين له كما فعل ذلك هنا، لكنه ضعفه في أحاديث أخرى مبينا أقوال الذامين له وأوجه عدم قبول روايته.

ففي معرض كلامه عن حديث (إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه عز وجل فليقرأ) قال في (السلسلة الضعيفة): (ضعيف جدا... قلت: وهذا إسناد واه...والحسن ابن زيد، الظاهر أنه الحسن بن زيد الهاشمي، أورده الذهبي في «الضعفاء» وقال: «ضعفه ابن معين». وقال الحافظ: «صدوق، يهم»...قلت: ولذلك قال الفقيه ابن عبد الهادي الحنبلي في «هداية الإنسان» (2/32/1): «إسناده مظلم، ولا يثبت مرفوعا». قلت: ولا موقوفا، فإنه لم يرد إلا من هذا الوجه الواهي)([1171]).

أقول: ما هذا التناقض أيها الألباني وأين ذهب الإنصاف، ولماذا لم تتذكر هذه الطعون والمثالب في حديث (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة) فتحكم عليه بالضعف على اقل التقادير إن لم يكن موضوعا كما دلت عليه القرائن الكثيرة.

وفي معرض حديثه عن حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (كان إذا توضأ، فضل ماء حتى يسيله على موضع سجوده) قال في (السلسلة الضعيفة): (والواقع أن النفس لم تطمئن لهذا الحديث لغرابته، وشبهة الانقطاع بين زيد بن الحسن وأبيه، فإن هذا مات سنة «50» وزيد في «120»، ما يبعد ثبوت سماعه منه...وأيضا فـ «حسين بن زيد» أورده الذهبي في «المغني»، وقال: «قال أبو حاتم: تعرف

[1170] الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 5 ص 513 ــ 514 فيها القصة مفصلة.

[1171] السلسلة الضعيفة للألباني ج4 ص341 حديث رقم 1842.