responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 45
الملامح العامة لسنة الشيخين والتي صارت بديلا عن السنة النبوية

المشكلة التي تواجه الباحث انه لا يوجد شيء مدون مكتوب بعنوان سنة الشيخين، فسنة الشيخين وغيرها من السنن قد اندمجت مع سنة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم واختلطت مع بعضها في كتب الحديث، فان السنن النبوية لما دونت في سنة 125 للهجرة لم يكتف الرواة المدونون بكتابة السنة النبوية وحدها حتى خلطوا معها سنة باقي الصحابة، ففي (الطبقات الكبرى) لابن سعد عن صالح بن كيسان قال: (اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن. قال: وكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، قال: ثم قال ــ أي الزهري ــ نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة، قال: قلت ــ والقائل هو صالح بن كيسان ــ إنه ليس بسنة فلا نكتبه، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت)([62])، وفي هذا النص المهم تصريح واضح بان الزهري، وهو كما سنعرف فيما بعد يمثل بمدوناته الحجر الأساس لكتابة السنة النبوية وتدوينها ــ قد زج مع سنة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم سنة الصحابة أيضا وأقوالهم وأفعالهم لاعتقاده بان هذه أيضا سنة كسنة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا عرفنا أيضا بان الزهري كان لا يهتم بقضية الأسانيد واتصال بعضها ببعض، حيث كان يرفع ويرسل ويدلس ويروي بالمعنى ما يشاء، نصل إلى نتيجة قطعية بان كثيرا من السنن التي هي سنن الصحابة وأقوالهم وأفعالهم انقلبت فيما بعد لتصبح من ضمن السنة النبوية، وانقلبت من كونها قولاً لأحد الصحابة إلى قول من أقوال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومما يؤكد هذا المعنى إننا والى الآن نرى علماء الحديث من أهل السنة يترددون في الحكم على كثير من الأحاديث الموجودة في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم، ولا يستطيعون التمييز بين كونها من كلام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أم من كلام احد الصحابة، وهو ما يسمى بمشكلة التمييز ما بين المرفوع والموقوف.


[62] الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد ج 2 ص 388 ــ 389.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست