responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 44
وبعد معرفة هذه الفئات الثلاث من فئات الأمة نقول: إنّ الدولة ومنذ اللحظة الأولى لنشوئها كانت توجس في نفسها خيفة من تثبيت أقوال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تجاه هذه الفئات الثلاث، وجعلها في متناول أيدي الناس جميعا، لان الدولة لو كتبت فضائل الفئة الأولى التي لم تصدر في حقهم مثلبة ولا منقصة، وكتبت معها مثالب الفئة الثانية والثالثة، لفتحت على نفسها بابا عظيما لا يُسَد إلى يوم القيامة، فكل جيل من أجيال المسلمين سيأتي فيتساءل لماذا أخّر الصحابة أشخاصاً لا توجد فيهم منقصة ولا مثلبة بإجماع المسلمين، بينما تقدمهم وتقدم المسلمين من هم اقل منهم مرتبة وشأنا وفضيلة، ومن اختلف المسلمون في تزكيتهم وعدالتهم ـــ على اقل التقادير ــ إن لم نقل بعدم ثبوت عدالتهم أصلا، فلماذا تركوا ما هو متيقن العدالة والوثاقة والنزاهة وتمسكوا بمن هو مشكوك في فضله ــ قسم يفضله وقسم آخر يقدح فيه ــ.

ولو كانت الدولة دونت وثبتت مثالب الفئة الملعونة وجعلت أقواله صلى الله عليه وآله وسلم في حق آل أمية وأمثالهم في متناول أيدي الناس، لتساءل أجيال المسلمين كيف وصل هؤلاء الملعونون على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى كرسي الحكم على رغم وجود هذه اللعنات الكثيرة لهم حتى قبل ولادتهم ومجيئهم إلى هذه الدنيا، ولتساءل المسلمون كيف سمحت الدولة في زمن كل من أبي بكر وعمر وعثمان بالاستعانة بهؤلاء الملعونين وجعلهم ولاة وأمراء على بلاد المسلمين، بينما لم توكل لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أي ولاية أو إمارة في طول مدّة حكم أبي بكر وعمر وعثمان.

وعليه وللحفاظ على ماء الوجه، ولكي لا تستغل هذه المثالب وتلك الفضائل ورقة إدانة توجهها الأجيال الإسلامية ضد حكومة الثلاثة، ارتأت الدولة آنذاك ضرورة تغييب القسم الثاني من أقسام السنة النبوية وطمسها، مع محاولة المجيء بسنة جديدة تقفل تلك الصفحات وتمحو تلك الأقوال وتؤسس لعالم جديد من الفضائل والمثالب كما سيأتي شرحه في موضعه إن شاء الله تعالى.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست