نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 431
إني لأمزح ولا أقول إلا
حقا لكن جاء عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم
مزاحا وكان يقول إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزاحه وجاء عن بعض
الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما رأيت أحدا أكثر مزاحا من رسول الله صلى الله عليه
ــ وآله ــ وسلم وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كانت في النبي صلى الله عليه
ــ وآله ــ وسلم دعابة وعن بعض السلف كان للنبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم
مهابة فكان يبسط الناس بالدعابة...)([995]).
وقال عبد الله بن قدامة في (المغني): (وقد كان النبي صلى الله عليه ــ وآله
ــ وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا ومزاحه أن يوهم السامع بكلامه غير ما عناه وهو
التأويل)([996]).
وقد ذكرت
روايات كثيرة تحكي حسن مزاحه وحلاوة دعابته، منها ان امرأة عجوزاً أتت إلى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم فقال: لا تدخل الجنة عجوز فبكت، فقال: إنك لست يومئذ بعجوز،
قال الله تعالى: ((إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
* عُرُبًا أَتْرَابًا))([997])
وغير ذلك كثير جدا.
واني لأجزم بأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فضل عائشة على سائر النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام) والمسمى والمعروف بحديث الثريد ان صح صدوره عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من قسم المزاح الذي كان يمازح به النبي صلى الله
عليه وآله وسلم زوجاته.
وكل واحد
من الناس وعلى اختلاف مستوى معرفتهم وإدراكهم يدرك انه من قبيل المزاح بمجرد سماعه
لكلمات هذا الحديث، فعائشة قد عرف عنها واشتهر بأنها كثيرة الغيرة من سائر زوجات
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ومن ابنته فاطمة صلوات الله وسلامه عليها
وحتى من الإمام علي بن أبي طالبصلوات الله وسلامه عليه، وقد مرت فيما سبق بعض
الشواهد على هذه الحقيقة وستأتي شواهد أخرى