responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 404
قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا فهذه نبوة لا شك فيها) اذ ليس فيه تصريح قاطع وغير قابل للشك بنوع هذا الوحي، فقد يكون بالإلهام، وهو المشهور شهرة قوية، وقد يكون بالإشارة اليقينية التي تفهم منها أم موسى بان هذه الإشارة من الله سبحانه، وقد يكون عبارة أوحينا بمعنى أمرنا لان الأمر هو إحد معاني الوحي.

وكذلك إرسال جبرائيل إلى مريم ليهب لها غلاما زكيا فهو لا يدخل في باب النبوة في شيء، لان القول بنبوتها يلزم منه القول بأنها رسولة، لان الرسول كما هو مشهور من يأتيه الملك ويكلف بتكاليف يؤمر بإبلاغها إلى العباد، ومريم قد حصل معها هذا الأمر، ففي قوله تعالى ((فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا))([955]) قد تم تكليفها من الله تعالى بان تقول للناس ما قد بينته الآية وهذا الأمر يقتضي بحسب قواعدهم أن تكون رسولة، وهو باطل لورود النص القرآني بان الرسالة لا تعطى إلا للرجال دون النساء كما قال تعال ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ))، فإذا بطل كونها رسولة بطل كذلك كونها نبية، لان من يقول بنبوتها لابد وان يقول برسالتها والثاني باطل فالأول مثله.

وأما الدليل الثاني الذي قدمه على نبوة مريم بقوله: (ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهيعص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل ((أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ)) وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم) فهو دليل غير معتبر أيضا، لان هذه الآية الكريمة التي استشهد بها ابن حزم قد تحدثت عن الأنبياء الذين نصت الآيات التي قبل هذه الآية بكونهم أنبياء، أو قام الدليل القطعي على نبوتهم، مثل نبي الله زكريا ويحيى، والمذكورين في قوله تعالى: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ... وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ... وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ... وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ


[955] سورة مريم الآية رقم 26.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست