responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 402
فِي الْجِنّ)([947])، ولم ينقل لقوله هذا مخالف قبله ولا بعده إلى زمن ابن حزم، فيكون القول بإجماع الأمة على عدم تحقق مرتبة النبوة بالنسبة للنساء هو المتعين، ويكون قول ابن حزم مخالفاً لهذا الإجماع، وما خالف إجماع الأمة يعرض عنه ولا يؤخذ به.

إضافة إلى كل ذلك فلو كان لقول ابن حزم مصداقية وحقيقة لما أهملت آيات القرآن الكريم والنصوص النبوية الشريفة هذا الأمر ولأوضحته وصرحت به، ولتم تداوله على ألسنة الصحابة والتابعين واشتهرت به أقوالهم؛ لأنه أمر لا يسكت عنه لو كان موجودا، لان القرآن والسنة والصحابة والتابعين قد نقلوا لنا أمورا اصغر من هذا واقل أهمية فكيف يهملون جميعا مثل هذا الأمر المهم والضروري.

2: لا يمكن الاعتماد على المعنى اللغوي بمفرده لإثبات نبوة النساء

ان محاولة ابن حزم الأندلسي الاستفادة من المعنى اللغوي لكلمة (نبي) لإثبات ان من (أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحي إليه منبئا له بأمر ما فهو نبي) هي محاولة غير سديدة، لان المعاني اللغوية تختلف في كثير من الأحيان اختلافا كبيرا عن المعاني الشرعية، ولا يمكن الأخذ بالمعنى اللغوي مجردا عن النصوص الشرعية، فمعنى الصلاة لغة هي الدعاء، بينما المعنى الشرعي يختلف عن هذا اختلافا جذريا، فهي عبارة عن الهيئة المخصوصة المؤلفة من القراءة والركوع والسجود وغير ذلك من أركان الصلاة وواجباتها وشروطها وقيودها، وكذا الحال بالنسبة لبقية المسائل الشرعية والوظائف العبادية التي يكون المعنى اللغوي لها مختلفا اختلافا كبيرا عن معناها الشرعي، وعليه فلا يمكن له الاعتماد على المعنى اللغوي مجردا عن نظرة النصوص الشرعية إليه.

وعليه فلا نسلم له بان كل من كلمته الملائكة وأوحي إليه فهو نبي، لان الوحي في اللغة يكون للأنبياء ولغيرهم أيضا، كما يكون بالملك وبغيره، فيطلق الوحي على الكتابة، وعلى الإلهام، وعلى


[947] فتح الباري لابن حجر ج6 ص339.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست