responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 398
ذكر لمريم ولا آسية ولا غيرهما.

وفيما بعد أخذ أبو موسى الأشعري جزءاً من الحديث الأول وهو ما يتعلق بمريم وآسية، وأخذ قرة ابن إياس مريم وآسية وخديجة، ثم أدخلا فيه حديث عائشة وأنس بن مالك المختص بالثريد، فكونوا منه وجبة جديدة شهية تجمع بين سيدات النساء وسيدات الطعام، وبهذا الشكل أخرجت السيدة فاطمة - من هذه المائدة وتم استدعاء عائشة لتكون الطبق المميز في هذه السفرة الغنية والمليئة بالثريد.

فهذه بعض الملاحظات على هذه النقطة وقد تركنا غيرها للاختصار.

باء: محاولة ابن حزم إعطاء مقام النبوة لمريم كي تصبح أفضل من السيدتين فاطمة وخديجة ,

انفرد ابن حزم الأندلسي وتابعه بعض معاصريه ومن أتى بعده بفكرة نبوة النساء، وقد عقد في غير واحد من كتبه بحثا أظهر فيه إيمانه بفكرة وجود نبيات من النساء، مستفيدا بذلك من المعنى اللغوي لكلمة (نبي)، ففي كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) عقد بحثا بعنوان (نبوة النساء) اعترف فيه بان النزاع وإثارة هذا الموضوع لم يقع في العصور السابقة على عصره، وان المتنازعين اختلفوا إلى فرق ثلاث قد بينها بقوله: (هذا فصل لا نعلمه حدث التنازع العظيم فيه إلا عندنا بقرطبة وفي زماننا فإن طائفة ذهبت إلى إبطال كون النبوة في النساء جملة وبدعت من قال ذلك وذهبت طائفة إلى القول بأنه قد كانت في النساء نبوة وذهبت طائفة إلى التوقف في ذلك)([936]).

وادعى ابن حزم ان المخالفين لفكرة نبوة النساء لا يملكون دليلا على مخالفتهم إلا قوله تعالى ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ))([937])، وان هذا لا يعد دليلا ناهضا، لان الآية المباركة تتكلم عن


[936] الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ج2 ص59.

[937] أقول قد تكرر هذا اللفظ في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، ففي سورة يوسف الآية رقم 109 قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ))، وفي سورة النحل الآية رقم 43 قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))، وفي سورة الأنبياء الآية رقم 7 قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)).

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست