responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 364
أن يكذب، وحاشا له من ذلك، ولا يقول إلا الحق والصدق. فصحّ أن الصحابة متفقون في الأغلب على تصديقه في ذلك(([873]).

ونحن وان لم نكن نقر لابن حزم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد سمى أبا بكر صديقا أو انه لم يكن يكذب أبدا، لأنه غير معصوم باعترافنا واعترافهم وغير المعصوم لابد أن يقع منه الكذب قطعا، إلا أننا إنما استشهدنا بكلامه لأنه أقوى عند الاحتجاج والإلزام، لان ابن حزم منهم بل من كبرائهم ورده عليهم هو رد بنفس الأدلة التي يعتقدون بصحتها ويؤمنون بصدقها.

وأما قول ابن تيمية: (وقول الصحابة أنت خيرنا وسيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم يقوله عمر بين المهاجرين والأنصار ولا ينكر ذلك منكر).

فليس في قول عمر هذا أي حجة على أفضلية أبي بكر، لان عمر بن الخطاب قالها ارتجالا في محل جدل مع الأنصار الذين لم يردوا عليه؛ لأنهم لم يكونوا في صدد المحاورة والنقاش حول من هو الأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما كان الأنصار وبعض المهاجرين يتمارى بعضهم مع بعض أيهم يأتي بكلام يغلب الآخر ويسكته، فلا يستكشف من سكوتهم الإقرار.

وكيف يستكشف الإقرار والأنصار كانوا فرقتين، ففرقة الخزرج كانت وبلا أدنى شك تفضل سعد بن عبادة، وفرقة الأوس كانت وبلا أدنى شك تفضل أسيد ابن حضير، وكثير من المهاجرين الذين لم يحضروا السقيفة لم يكونوا يفضلون أبا بكر، فعلي وبنو هاشم والزبير وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وغيرهم من أعيان الصحابة كانوا يفضلون عليا على أبي بكر.

نعم كان هنالك ثلة قليلة ترى في أبي بكر أفضل من غيره، كعمر


[873] الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهري: ج4، ص106.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست