وفي (سير أعلام النبلاء) قال الذهبي تعليقا على قول ابن طاهر وادعائه بان الحاكم النيسابوري قد اخرج حديث الطير من مستدركه بعد أن بلغه نقد الدارقطني: (قلت: هذه حكاية منقطعة، بل لم تقع، فإن الحاكم إنما ألف المستخرج في أواخر عمره، بعد موت الدارقطني بمدة، وحديث الطير ففي الكتاب لم يحول منه، بل هو أيضا في «جامع» الترمذي. قال ابن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم، فكتبته للتعجب)([828]).

فيثبت بذلك أن الحاكم لم يكتبه بهدف التعجب، وإنما كتبه مصححا مثبتا له، وكذلك لم يخرجه من مستدركه، وان الذي كتبه للتعجب هو ابن طاهر وليس الحاكم، فاشتبه الأمر على ابن تيمية، وادعى زورا ان الحاكم هو الذي كتبه تعجبا.

جيم: زعمه أن أكل الطير لا يستوجب أن يكون الآكل أحب الخلق إلى الله

وقال ابن تيمية: (إن أكل الطير ليس فيه أمر عظيم يناسب إن يجيء أحب الخلق إلى الله ليأكل منه فان إطعام الطعام مشروع للبر والفاجر وليس في ذلك زيادة وقربة عند الله لهذا الآكل ولا معونة على مصلحة دين ولا دنيا فأي أمر عظيم هنا يناسب جعل أحب الخلق إلى الله يفعله)([829]).

أقول: ويرد على المتعصب عدة أمور منها:

أولا: إن من نظر إلى مجادلات ابن تيمية العقيمة يرى منه

[827] تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 ص 1042.

[828] سير أعلام النبلاء للذهبي ج 17 ص 176.

[829] منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ص374.