ثالثا: وقوله: (كما رووا أمثاله في فضل غير علي بل قد روي في فضائل معاوية أحاديث كثيرة وصنف في ذلك مصنفات) ومثل هذا الكلام إن نم عن شيء فإنما ينم عن عناد الرجل وقوة نصبه، وعدم إنصافه، إذ كيف يساوي ما بين فضائل الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وفضائل معاوية بن أبي سفيان؟! فأين معاوية من علي؟! وأين الثرى من الثرية؟!، وأنى له أن يساوي بين حزب الله النجباء الذين ما أشركوا بالله طرفة عين أبدا، ومن هو نفس النبي وصهره، ومن هو من أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وبين حزب الشيطان وزمرة النفاق ووكر الخيانة، وابن هند آكلة الأكباد، وابن أبي سفيان المعروف عند السنة والشيعة بأنه كهف النفاق ومنبعه، وكيف يساوى أمير المؤمنين بأمير الفئة الباغية وزعيم القاسطين، الذي قتل عمار بن ياسر وغيره من آلاف الأولياء والصحابة، والذي ما دخل إلى هذا الدين إلا كرها بعد الفتح وشهر السيف على رقبته ورقبة الطلقاء من أهل بيته وقومه، فانا لله وإنا إليه راجعون إذ صار أمير المؤمنين وسيد الموحدين وأبو السبطين والريحانتين وسيدي شباب أهل الجنة وزوج سيدة نساء العالمين واخو النبي الأعظم ونفسه يقاس بالأدعياء والطلقاء ورعاع الناس، فأين ذهب إيمانك يا ابن تيمية، وأين غاب إنصافك، وكيف عميت بصيرتك عن أن تفرق ما بين أمير المؤمنين وبين أمير الفاسقين والظالمين؟!.

رابعا: وقوله (وأهل العلم بالحديث لا يصححون لا هذا ولا هذا) هو من الكذب القبيح ايضا، فأهل العلم صححوا من الأحاديث الدالة على فضائل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بعدد شعر رأس ابن تيمية وربما أكثر، لكن عين النصب والبغض لأمير المؤمنين حجبت عن عينيه الرؤية، وعن عقله التفكّر والتدبر، نعم أهل الحديث ما صححوا فضيلة من فضائل معاوية بن أبي سفيان حتى قال ابن حجر