وكذل فعل الألباني في (ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم) حيث وصف الحديث بعبارة (صحيح)([669]).

أقول: وليست هذه بأول مطرقة من مطارق علماء أهل السنة ومحدثيها تضرب بها فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين محاولة منهم لتحطيمها وتشويهها وتحريفها عن مواضعها وقواعدها التي أرسيت لأجلها.

الجواب الثالث: إن عدم ذكر الأسماء على التفصيل يعود إلى وضوح مصاديق أهل البيت عند الأمة

ولو أصر بعض المعاندين والمجادلين على عدم وجود دليل يذكر أسماء أهل البيت المقصودين من حديث الثقلين، لامكن الجواب بان عدم الذكر والتعيين لأسماء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأشخاصهم لو صح فان سببه يعود إلى علم الأمة وأفرادها من الصحابة ودرايتهم بأسماء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأشخاصهم على نحو الدقة والتفصيل، فيكون كلام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل البيت هو كلاماً واضحاً ومفهوماً لا يحتاج إلى بيان زائد، وان الصحابة بأجمعهم قد فهموا من هم وما أعيانهم وما هي أوصافهم على نحو الدقة، لذلك لم يحتج النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإطالة بذكر أسمائهم مثلما لم يحتج إلى الإطالة بتبيان مقصوده من الكتاب الذي أمر الأمة بالتمسك به، لان جميع المسلمين فهموا منه القرآن الكريم.

ويدل على وضوح أسماء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأشخاصهم الذين تكلم عنهم حديث الثقلين عند الصحابة المعاصرين للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، أن الصحابة لم

[668] مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 89.

[669] ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم تأليف محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي –الطبعة: الأولى لسنة 1400للهجرة.