responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 278
عقائدهم التي ورثها الأبناء عن الآباء.

وبسبب هذا التهديد الخطير الذي شكله حديث الثقلين وما زال، شنت ضده أقوى حملة تدميرية منذ زمن الشيخين والى يوم الناس هذا، وقد تفننت الدولة وأتباعها الذين يتعارض حديث الثقلين مع مصالحهم وتوجهاتهم الدنيوية والفكرية في إضعاف هذا الأثر النبوي المهم، تارة بالطعن في أسانيده وناقليه، وأخرى بحذفه من الكتب، وأخرى بتحريف فقراته واستبدال ألفاظه بألفاظ أخرى لا تشكل تهديدا وخطرا على منظومتهم الفكرية والحكومية، وأخرى وهي الأخطر التقليل من أهميته عن طريق عدم حصر الأفراد الذين يشير إليهم الحديث بالخمسة من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وإدخال غيرهم معهم وتوسعة دائرة المشمولين بلفظ (أهل البيت) الذين ورد ذكرهم في هذا الأثر النبوي المبارك، فحاولوا تارة إدخال زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهم([633])، وتارة بإدخال أقرباء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كآل جعفر وآل عقيل وغيرهم([634])، ومرة ادخلوا سائر أمة


[633] وقد لعبت عائشة بنت ابي بكر دورا مهمّاً في محاولة التأكيد على كونها وبقية الازواج من أهل البيت وآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد اخرج مسلم في صحيحه (ج 8 ص 218) هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهرا ما نستوقد بنار ان هو الا التمر والماء)، وقد حاول عكرمة مولى ابن عباس الذي كان منحرفا عن اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والذي كان يرى رأي الخوارج والذي اتهم بوضع الحديث على لسان ابن عباس مولاه تاييد هذا القول والاتيان بحديث كذب على لسان ابن عباس يؤكد فيه أن قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قد نزل في زوجات النبي خاصة لا يشاركهن فيه احد غيرهن، وهو رأي شاذ لم يقل به الا هذا الكذاب الخارجي.

[634] كما فعل مسلم النيسابوري في صحيحه حيث اخرج حديثا عن زيد بن ارقم زعم فيه زيد ان آل عقيل وآل جعفر وآل عباس من ضمن اهل البيت الذين يدخلون في ضمن حديث الثقلين، وهو تفسير وتطبيق شخصيان من زيد بن ارقم، ليس له شاهد روائي او قول نبوي الا ما زعمه من شمول هؤلاء بحديث تحريم الصدقة عليهم، وهو قياس باطل، لان لفظ اهل البيت استخدم في القرآن والروايات على أنحاء شتى، فقد استخدم في آية التطهير واستخدم في حديث الثقلين واستخدم في تحريم الصدقة واستخدم في حديث السفينة واستخدم في عشرات الموارد الأخرى، ولكن لا يلزم من ذلك ان يدخل آل عباس وآل جعفر وآل عقيل في ذلك كله، فلكل مورد من تلك الموارد قرائن وشواهد تحدد المراد من أهل البيت على نحو الدقة، فآية التطهير مثلا لا يوجد من قال بشمولها لآل جعفر وآل عقيل وآل عباس، ولو كان هؤلاء يدخلون في كل مورد ذكر فيه لفظ أهل البيت لدخلوا في الآية من باب أولى، فيكون عدم دخولهم دليلا على ان للفظ أهل البيت مصاديق متعددة، فدخول آل جعفر وعقيل وعباس في الحديث وهم من زيد بن أرقم وقياس خاطئ منه.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست