ومن المتأخرين من جمع طرق الحديث أيضا، منهم الشيخ أبو المنذر سامي ابن أنور خليل جاهين المصري الشافعي الذي له رسالة بعنوان (الزهرة العطرة في حديث العترة) وقد جمع فيه مؤلفه مجموعة من طرقه حيث قام بدراستها وشرحها، وقد فاق العلامة الأميني ــ كما هو واضح لمن له أدنى إنصاف وتدبر ــ جميع من سبقه ومن تأخر عنه وبذل غاية المجهود في جمع حديث الغدير وتحقيقه في كتابه القيم (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، وقد ألفت على غراره عشرات الكتب حول هذا الحديث الشريف شرحا وتعليقا واستخراجا واستدراكا وغير ذلك، مما أغنانا عن الخوض في مسائل قد أثيرت فيما سبق وتم بحثها.

محاولات محدثي أهل السنة وعلمائهم لتحطيم حديث الثقلين

1: استغلال ابن تيمية عدم ذكر البخاري حديث الثقلين

لقد حاول ابن تيمية وغيره من مقلديه وأتباعه إثارة الشبهات أمام حديث الثقلين وواحدة من تلك الشبهات التي حاول ابن تيمية التأكيد عليها هي عدم إخراج البخاري حديث الثقلين في كتابه المعروف باسم (صحيح البخاري) بضميمة ان حديث الثقلين لو كان صحيحا للزم على البخاري ذكره في صحيحه.

وقد أشار ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة النبوية) بقوله: (والذي رواه مسلم انه بغدير خم قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله فذكر كتاب الله وحض عليه ثم قال وعترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا وهذا مما انفرد به مسلم ولم يروه البخاري... وقد طعن غير واحد من الحفاظ في هذه الزيادة وقال إنها ليست من الحديث...)([624]).

أقول: تكاد تجتمع كلمة علماء أهل السنة ومحققيهم على ان الحديث الصحيح لا يشترط وجوده في كتابي مسلم والبخاري، وان عدم

[624] منهاج السنة النبوية لابن تيمية ج7 ص318.