فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين - وسام برهان البلداوي

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 254

والتضييق والمحاصرة الاقتصادية والثقافية على آل أبي طالب وخصوصا الإمام الحسن والإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليها وسائر شيعتهم، وفتح باب الرواية أمام كل من له القدرة على وضع روايات ونصوص مكذوبة تحكي فضائل من سبقه، وفضائل آل أمية عامة وآل أبي سفيان على وجه الخصوص، وإماتة ما يمكن إماتته من أحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عامة وأحاديثه في فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على وجه الخصوص، وصنع روايات تنتقص أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وفي المقابل رصد كل فضيلة لهم وصنع مثلها ونسبتها إلى كل من أبي بكر وعمر وعثمان، وطمس ما يمكن طمسه من مثالب آل أمية وما لا يمكن طمسه فيجب تبريره ومحاولة إبدائه كفضيلة وليس مثلبة كما فعلوا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق معاوية (لا اشبع الله بطنه) أو كما فعلوا في أحاديث لعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض الناس حيث اوجدوا لها تخريجا يصيرها مكرمة وليس مثلبة عن طريق إيجاد أحاديث على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيها (اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا)([604]) فتحولت مثالبهم إلى فضائل وفي المقابل حولوا فضائل أهل البيت إلى مثالب بعد أن سلبوها منهم ونسبوها لغيرهم وأعطوهم مثالب غيرهم ومطاعنهم، فصار الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه بزعمهم فيه دعابة وليس أهلا للسياسة حاشاه، وصار الإمام الحسن بزعمهم مزواجا مطلاقا ليس له همّ في الدنيا إلا النساء حاشاه، وصار الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه بزعمهم من ضمن الخارجين على أئمة المسلمين حتى قتل بسيف جده حاشاه ولعن الله من تعرض لحرماتهم بسوء، آمين.

10: ثم بقيت هذه الأحاديث وغيرها تزداد يوما بعد يوم وترسخ في قلوب العامة وعقولهم حتى ألفتها النفوس واستعذبتها الأسماع وصارت بمرور الزمن وبجهود الوضاعين وتغطية السلطة أمراً لا يشك في صحته لا سيما بعد رحيل جيل الصحابة ومجيء جيل التابعين

[604] صحيح مسلم ج8 ص24.

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست