نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 253
وقد
حطم عثمان بن عفان هذا المستوى المعيشي المرفه، وساوى فيما بين تلك الطبقة وبين
سائر المسلمين، ورفع مكانهم طبقة جديدة من الأمويين، قلدهم المناصب السيادية
المهمة للدولة الإسلامية، كما وفتح باب مال المسلمين على مصراعيه أمام هذه الفئة
الجديدة، مما أشعل ضده فتيل الثورة والتحريض، لينتهي أمره ونتيجة لتحريك عائشة بنت
أبي بكر وطلحة والزبير الساحة الإسلامية ضده إلى أن حصر في بيته ومنع عنه الماء
وقتل بالطريقة المعروفة والمشهورة.
8: إن تولي
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه بعد عثمان بن عفان لم يحل
مشكلة تدوين السنة النبوية أيضا، على رغم سعيه الحثيث والقوي لإعادة الروح إلى
السنة النبوية وإماتة ما ابتدع من السنن، وعدم تمكنه من ذلك لا يعود بأي حال من
الأحوال إلى قصور في شخصيته أو إمكانات أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
حاشاه، بل يعود بالدرجة الأولى والأخيرة إلى سببين رئيسين:
أحدهما: هو
وجود تلك الطبقة من أهل الحل والعقد التي أشعلت نار الفتن والإحن والحروب بوجهه
ولم تترك له مجالا للتفرغ وتكريس الجهود لنشر ما أميت من سنة النبي الأعظم صلى
الله عليه وآله وسلم.
والآخر:
عدم رغبة الأمة وتقاعسها وإهمالها لعملية التغيير والتبديل والعودة الصادقة إلى
عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، أما تكاسلا وأما حبا لبعض المنافع
الدنيوية الزائلة، وقد رأينا كيف كان الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
يصرخ بالناس من على منبر الكوفة مناديا بأعلى صوته (من يشتري علما بدرهم) ثم لا
يستجيب لذلك إلا الحارث الهمداني، وهو يعكس حالة التراخي والترهل الثقافي الذي
كانت تعانيه الأمة.
9: لما وصل معاوية بن أبي سفيان إلى الحكم أعاد العمل بسنة الشيخين فيما
يتعلق بالتفضيل ومداراة طبقة أهل الحل والعقد التي لم يكن قد بقي منها غير عائشة
بنت أبي بكر وسعد بن أبي وقاص، وأضاف إلى سياسة دولته أشياء أخرى منها اعتماد سنة
عثمان بن عفان وإحياؤها، والتوسعة على آل أبي سفيان والأمويين عامة،
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 253