ومن مميزاتها أيضا: إيجاد نظام الطبقات الاجتماعية على حسب القرب من الدولة ومناصرتها ومساندتها لا على حسب التقوى والإيمان كما كان على عهد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ابرز تلك الطبقات هي طبقة أهل الحل والعقد، الذين قد منحتهم الدولة جميع المقومات التي يمكن من خلالها أن ترتفع منزلتهم، ويعلو نجمهم ويصيروا أولي حل وعقد في عشائرهم وأقوامهم، فأعطتهم المال ومنحتهم التأييد المطلق، طبعا باستثناء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، الذي أقصي هو وأهل بيته وخلص أصحابه من إشغال أي منصب سيادي في الدولة إلا ما ندر وشذ.

6: لما مات عمر بن الخطاب وجاء عثمان بن عفان لم يتغير سوء حال السنة النبوية ولم تعد إليها الروح، بل ازداد وضعها سوءاً لتظهر إلى الوجود سنة ثالثة باسم سنة عثمان بن عفان، هذه السنة التي تردى معها وضع الأمة السلامية إلى أقصى حد يمكن أن تصل إليه، وواحدة من أعظم مساوئها أنها صارت بابا يدخل من خلاله كل وضيع ومنافق ويصل إلى منصب الحكم والسيطرة على سيادة ومقدرات الأمة الإسلامية، وأوضح مثال على ذلك وصول يزيد بن معاوية ومن قبله أبوه وباقي السلسلة الملعونة على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى إمارة المؤمنين.

7: ان سنة الشيخين هي التي قتلت عثمان بن عفان قبل غيرها من الأسباب، لان سنة الشيخين كما نبهنا سابقا أوجدت طبقة اجتماعية خاصة اسمها طبقة أهل الحل والعقد، والتي تمتعت طول ولاية أبي بكر وعمر بأرفع مستوى معيشي مرفه وحصانة دبلوماسية إن صح التعبير،