نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 251
3: ان الدولة ومنذ بداية نشوئها كانت توجس في
نفسها خيفة من تثبيت فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وجعلها في
متناول أيدي الصحابة والذين يأتون من بعدهم، ويمكن ان تعد هذا الأمر من أهم الأسباب
التي أدت إلى إلغاء تدوين السنة المطهرة وكتابتها، فللحفاظ على ماء الوجه، ولكي لا
تستغل هذه المثالب وتلك الفضائل ورقة إدانة توجهها الأجيال الإسلامية ضد الدولة
ورموزها وأنصارها، ارتأوا تغييب السنة النبوية المطهرة المتعلقة بالفضائل
والمثالب، وطمسها وإقفال تلك الصفحات، والبدء بتأسيس منظومة جديدة من الفضائل
تتناسب والوضع الجديد للدولة ورموزها.
4: ان عدم
تقييد السنة النبوية المطهرة وكتابتها فتح الباب أمام ظهور سنة جديدة اسمها (سنة
الشيخين أبي بكر وعمر)، وربما أفردوهما فقالوا (سنة أبي بكر) و(سنة عمر)، وهذه
السنن المبتدعة لم تكن تمتّ إلى السنة النبوية الأصيلة بصلة، بدليل ان سنتهما ــ
أبو بكر وعمر ــ لو كانت هي نفسها سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان
يفرق بينها وبين سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التسمية، إضافة إلى أدلة أخرى
مرت مفصلا في الفصل الأول.
5: ان هذه
السنة الجديدة للشيخين حملت ملامح عامة، أهمها، التأكيد المفرط والمستمر على بشرية
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بشكل مبالغ فيه، وسبب هذا التأكيد هو سلب
قدسية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نفوس المسلمين، وتحطيم مصداقية أقواله
وأفعاله، وبمعنى آخر تحطيم السنة النبوية، حتى يمكن للسلطة وأتباعها مناقشتها ومعارضتها
وعدم الاعتقاد بإلزاميتها.
ومن مميزات
هذه السنة أيضا: تضخيم شخصية السلطة وإعطاؤها مقام الأنبياء، لجعله وإياهم مرجعا
يرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة، ولم يكتفوا بان جعلوا من الخليفة ــ وبالخصوص
الشيخين ــ أفضل الصحابة حتى صيروهما أفضل أهل السماوات والأرض، ومنحوهما مقام
الإفتاء في زمن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلوا الخليفة يلقى في
روعه ولا يتكلم إلا بإلهام من الملائكة، وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان
يخاف ان ينتقل جبرائيل عليه
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 251