3: وعن (علي
بن زيد عن الحسن أن عمران بن حصين كان جالسا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا
تحدثونا إلا بالقرآن. قال: فقال له أدنه فدنا، فقال أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى
القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في
اثنتين أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف
بالصفا والمروة ثم قال أي قوم خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن)([27]).
فيتمخض مما
سبق:
* ان السنة
شأنها في الأهمية شأن القرآن الكريم، لان مصدرهما واحد، فكلاهما كان ينزل بهما
جبرائيل عليه السلام إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك من حيث
الإلزامية والوجوب لقوله سبحانه وتعالى: ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ))([28]).
* وان
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو المعبر الحقيقي والواقعي للمفاهيم
الشرعية فإذا ما وسع أو ضيق مفهوما من المفاهيم أو حكما من الأحكام الشرعية فإننا
نستدل بذلك على ان الله سبحانه هو الذي أراد تضييق ذلك المفهوم أو توسعته، لقوله
تعالى: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى))([29]).
وليس القول
بأهمية السنة النبوية المطهرة وتخصيصها وتفسيرها وتبيينها للقرآن الكريم من القول
الجزاف وبلا دليل شرعي يركن إليه، فقد وردت أحاديث كثيرة تقرر هذه الحقيقة وتشدد
عليها، منها أحاديث الأريكة التي أخبر بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
أمته عن قوم كانوا موجودين فعلا في أيام حياته الشريفة، أو أنهم سيأتون بعد ذلك،
لا يرتضون السنة النبوية الشريفة، ولا يعتقدون بحرمتها