responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 152
ولرب أحاديث لا تتناسب مع ذوقه ومشربه تجد فيها الأمة كل الخير في مستقبل أيامها، فكان على البخاري ووفقا للنزاهة والأمانة العلمية أن يوصل للأمة والأجيال التي تليه تلك الأحاديث الثلاثمائة ألف كما هي من دون أن يمارس عليها أسلوب المزاجية والانتقائية، وإذا أراد أن يمارس الانتقائية فيمارسه في مؤلف مستقل، فينتخب وينتقي منها ما يشاء.

والأدهى من ذلك كله هو ما كان يعتذر به البخاري عن سبب تركه لهذا العدد الهائل من الأحاديث الصحيحة، فعن إبراهيم بن معقل أنمه قال: (سمعته ــ أي البخاري ــ يقول: ما أدخلت في الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لأجل الطول)([312]).

أقول: فأي عاقل يصدق عذر البخاري في تركه لثلاثة وتسعين ألف حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحجة أنها طويلة، ثم أليس في كتابه المعروف بصحيح البخاري قد ذكر أحاديث طوالاً تفوق الإحصاء، ولو عملنا بنظرية البخاري فتركنا تدوين كل شيء طويل، لضاع الدين، وفنيت الأحكام، ولما نقلت ولا دونت سور القرآن الطويلة كالبقرة والنساء وآل عمران، ولاكتفى الناقلون بنقل القصار منها، فأي حرص يمتلكه هذا الرجل على السنة والدين؟!

البخاري كان من المجبرة وانعكاس ذلك على مؤلفاته

ان البخاري وبعد رجوعه إلى نيسابور صرح ولأكثر من مرة بان أفعال العباد مخلوقة لله حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم، وهذا هو مذهب المجبرة بعينه، قال ابن حجر: (فاستقبله محمد بن يحيى وعامة علماء نيسابور فدخل البلد فنزل دار البخاريين...قال فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلأت الدار والسطوح فلما كان اليوم الثاني أو الثالث من يوم قدومه قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن فقال أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا... فلما حضر المجلس قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أو


[312] تاريخ الإسلام للذهبي ج 19 ص 249.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست