responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 119
فقد وقع مثل هذا الأمر كثيرا، ولكن العجيب أن ينخدع به يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني، وابن معين كما يدعي أهل السنة صار في زمانه علما يقتدى به في الأخبار وإماما يرجع إليه في الآثار، وهو من لم تطلع الشمس على أكبر منه، وهو الذي كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وتلبست فيقول هذا الحديث كذا وهذا كذا فيكون كما قال، وهو الذي كان الناس عيالا عليه.

قال ابن حجر: (وقال محمد بن رافع سمعت أحمد بن حنبل يقول كل حديث لا يعرفه ابن معين فليس هو بحديث... وكثرت عنايته بها وجمعه وحفظه إياها حتى صار علما يقتدى به في الأخبار وإماما يرجع إليه في الآثار وقال العجلي ما خلق الله تعالى أحدا كان اعرف بالحديث من يحيى بن معين ولقد كان يجتمع مع أحمد وابن المديني ونظرائهم فكان هو الذي ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه منهم أحد ولقد كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وتلبست فيقول هذا الحديث كذا وهذا كذا فيكون كما قال)([222]).

ولو رجعنا إلى تراجم كل من أحمد بن حنبل وعلي بن المديني لوجدت توثيقهما ومدحهما قريباً مما ورد في يحيى بن معين، والسؤال المهم هو إذا كان القوم بهذه المنزلة الرفيعة فكيف استمرت غفلتهم وانخداعهم بأحاديث إبراهيم بن أبي الليث مدة عشرين سنة، ولنفرض ان القوم فعلا قد اكتشفوا أمره بعد عشرين سنة، لكن ما مصير الذين رووا عنه في هذه العشرين سنة، وماتوا أو انتقلوا من ذلك البلد، أليست قد دونت أقواله في كتبهم، أليسوا قد رووها لأناس آخرين.

ثم كيف لم ينته أحمد بن حنبل عن الكتابة عنه حتى بعد انكشاف أمره له، لان كلام ابن معين حسب الظاهر كان بعد العشرين سنة وبعد انكشاف أمر إبراهيم ابن الليث له ولغيره، ولكن مع ذلك بقي أحمد بن حنبل يتردد عليه ويكتب عنه.

وكدليل آخر على كتابة أحمد بن حنبل عنه حتى بعد معرفته بأنه يكذب ويسرق الأحاديث، هو ان عبد الله بن أحمد بن حنبل قد اخرج له حديثا في مسند ابيه قائلا: (حدثني أبي ثنا إبراهيم بن أبي الليث ثنا


[222] تهذيب التهذيب لابن حجر ج 11 ص 250 ــ 252.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست