أقول: فعبد الله بن سلمة الأفطس كذب في ادعائه بان موسى بن عقبة حدثه بحديث لان موسى بن عقبة مات قبل أن يأتي عبد الله بن سلمة الأفطس بعام كما قال يحيى بن سعيد، وكذلك كذب في زعمه ان عثمان بن حكيم حدثه، وكذب أيضا في تحديث الناس أن جعفر بن محمد حدثه بأحاديث بينما لم يسمع من جعفر أي شيء، وكذلك لم تكن من ضمن الأحاديث التي حدث بها جعفر بن محمد.

الشاهد الثامن: احدهم يشتري كتب غيره ثم يرويها على أنها كتبه وانطلاء أمره على أئمتهم

وقد بلغت الحال بإبراهيم بن أبي الليث انه اشترى كتبا للأشجعي بعد موته وجلس يحدث بها، من دون ان يذكر انه اشتراها، قال الخطيب البغدادي: (إن إبراهيم ابن أبي الليث خرج إلى مكة مع ولد أحمد بن نصر فمر بالكوفة، ومضى إلى عيال أبي عبيدة بن الأشجعي بعد موته، فاشترى كتب الأشجعي وقعد يحدث بها)([219]).

وعن الخطيب البغدادي أيضا قال: (أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال: إبراهيم بن أبي الليث كان يكذب عشرين سنة، وقد أشكل أمره على يحيى وأحمد وعلي بن المديني حتى ظهر بعد بالكذب فتركوا حديثه)([220]).

وعن الخطيب البغدادي: (حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن أبي الليث، فذكر عنه شيئا لم أحفظه. فقيل له: يا أبا زكريا إن أحمد بن حنبل يختلف إليه ويكتب عنه! فقال: لو اختلف إليه ثمانون كلهم مثل منصور بن المعتمر ما كان إلا كذابا)([221]).

أقول: ليس العجيب أن يشتري هذا الكذاب كتب غيره ويحدث بها

[218] الجرح والتعديل للرازي ج 5 ص 69 ــ 70.

[219] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 6 ص 191.

[220] المصدر السابق ص 193.

[221] المصدر السابق ص192.