الشاهد الرابع: غالب بن عبيد الله يملي بخلاف ما هو مكتوب عنده

وأخرج مسلم في صحيحه عن: (الفضل بن سهل قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني خليفة بن موسى قال دخلت على غالب بن عبيد الله فجعل يملى علي حدثني مكحول حدثني مكحول فأخذه البول فقام فنظرت في الكراسة فإذا فيها حدثني أبان عن انس وأبان عن فلان فتركته وقمت)([211]).

أقول: وفيه دليل قاطع على ان الشيوخ كانوا يكذبون في حديثهم فيغيرون في الأسانيد المرسلة أو المقطوعة ويبدلون في الرواة عامدين بلا خوف من الله سبحانه وتعالى، فالحديث المدون في كتاب غالب بن عبيد الله هو حدثني أبان عن أنس، وأبان هو (أبان بن أبي عياش) وهو ضعيف متروك، فيقلب إسناده ويصيره عن مكحول، وهو (مكحول الشامي) وهو عندهم أحسن حالا ووثاقة من أبان السابق، ثم يلقيه إلى المدونين وكتاب الحديث فيصبح حسنا بعد أن كان ضعيفا، ومسندا بعد أن كان مرسلا، وموصولا بعد أن كان مقطوعا، وخليفة بن موسى وان اكتشف هذه اللعبة إلا أننا نسأل كم واحداً غيره كتب هذه الأحاديث عن غالب ابن عبيد الله ودونها ولم يكتشفها ثم نقلت من واحد إلى آخر وانتشرت ودونت في كتب أخرى بعنوانها الجديد (مكحول عن انس).

الشاهد الخامس: يحيى يحدث بخلاف ما هو مدون عنده ثم يكتشف خطأه بعد ست عشرة سنة

قال القاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي: (عن نافع،

[211] صحيح مسلم ج 1 ص14.