نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 109
العصر
كان سائر الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل
ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله)([202]).
ولكن الحظر
على رواية فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبقية أهل بيته وزوجته
الصديقة فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كان لا يزال ساري
المفعول، وكانت الدولة العباسية لا تسمح بل وتعاقب كل من يتجاهر ويعلن الرواية أو
التدوين لفضائلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وبالخصوص المحدثين والمدونين
الشيعة، وقصة المتوكل مع أحد المحدثين السنة الذين روى منقبة لأهل البيت صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين معروفة مشهورة حيث أمر به ليضرب ألف سوط وما نجا من
العذاب حتى قيل للمتوكل انه من أهل السنة فعفا عنه لأجل ذلك، ولو كان يعلم بأنه من
الشيعة لما تركه حتى يموت تحت العذاب، قال الخطيب البغدادي: (...حدثني نصر بن علي([203]) قال: أخبرني
علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي، حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر
بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه ــ
وآله ــ وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال: «من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي
في درجتي يوم القيامة». قال أبو عبد الرحمن عبد الله: لما حدث بهذا الحديث نصر بن
علي أمر المتوكل بضربه ألف سوط، وكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل
من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى. قلت: إنما
أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه)([204]).
وقصة ابن
السكيت مع المتوكل مشهورة معلومة أيضا قد رواها ابن خلكان بقوله: (إن المتوكل كان
كثير التحامل على علي بن أبي