نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي جلد : 1 صفحه : 104
محمد بن عبد الله ذي النفس الزكية احد أبناء
الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه، ولم يستطيعوا أن يستقطبوا الجماهير إلا بعد
رفعهم لشعار الأخذ بثارات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم حصل خيانة
وانقلاب داخلي معروف أمره ومشهور خبره لا حاجة لنا إلى سرده، غير انا نذكر من باب
الشاهد رسالة محمد بن عبد الله الملقب بذي النفس الزكية إلى المنصور وفيها يتضح
جليا تبعية بني العباس لبني علي أبا عن جد، حيث جاء فيها: (...فإن الحق حقنا وإنما
ادعيتم هذا الأمر بنا وخرجتم له بشيعتنا وحظيتم بفضلنا وإن أبانا عليا كان الوصي
وكان الإمام فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء ثم قد علمت أنه لم يطلب هذا الأمر أحد
له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا وشرف آبائنا لسنا من أبناء اللعناء ولا الطرداء ولا
الطلقاء وليس يمت أحد من بني هاشم بمثل الذي نمت به من القرابة والسابقة والفضل...
وأنا أولى بالأمر منك وأوفى بالعهد)([188]).
وبقيت هذه
التبعية تؤرق بني العباس، وتقض مضاجعهم، وتنغص عليهم أيام ملكهم، لأنهم كانوا يعدّونها
ورقة ضغط وإدانة يرفعها العلويون بوجوههم، كما قرأنا في رسالة محمد ذي النفس
الزكية إلى المنصور، وعبد الله هذا اقل شأنا ومنزلة وعلما من الإمام جعفر بن محمد
الصادق، فإذا كان هذا الأقل يرى في نفسه الكمال والرفعة والتعالي على العباسيين
فكيف سيكون مقام العباسيين فيما لو قسناه بمقام الإمام الصادق صلوات الله وسلامه
عليه وغيره من الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فلذلك رأى بنو العباس انهم
سوف لن يتخلصوا من عقدة التبعية هذه ما لم يمولوا حملة جديدة لوضع أحاديث تصيرهم
سادة لا أتباعا، وتجعلهم مؤثرين لا متأثرين، وقد أفلحت جهود الدولة في وضع مجموعة
كبيرة من الروايات المكذوبة التي تحدثت عن مناقب وفضائل وهمية للعباس بن عبد
المطلب وبنيه، وفيما يلي جملة من تلك الفضائل المكذوبة نقدمها للقارئ كدليل على ما
مر من كلام:
1: أخرج
النسائي عن: (أحمد بن سليمان قال أنبأنا عبيد الله عن