responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 102
يشاء لمن يشاء، وهو أمر يفرح به كل حاكم، وهو ما بدا واضحا في إحدى خطب المنصور العباسي التي يقول فيها: (أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه ورشده وخازنه على فيئه بمشيئته أقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه وقد جعلني الله تعالى عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني...)([187]).

وكنتيجة لصيرورة سنة الشيخين السنة الرسمية للدولة العباسية فتح باب التدوين أمامها على مصراعيه، وسمح للمحدثين تدوين الأحاديث لكن من وجهة نظر أنصار الشيخين وأشياعهم، دون غيرهم من أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أو الأمويين، وفيما لو اضطر أهل الحديث لتدوين شيء عنهم أو لهم فيجب أن لا يكون فيه ذكر لما يؤهلهم لمنصب الخلافة ولا فيه تفضيل لمرتبتهم على مرتبة الشيخين، ولا يكون فيه تقوية لأمرهم أو أمر شيعتهم، وبالجملة فقد أوجبت السلطة على المدونين أن يلتزموا بمبدأ التكتم والإماتة لأمر أهل البيت وهو نفس النظام القديم المعمول به منذ أن تولى الشيخان والى يوم الناس هذا.

استغلال المحدثين لوضع فضائل للدولة الجديدة

لم يكن لبني العباس في زمن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فضل كبير، فالعباس ابن عم المطلب جد العباسيين وعم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، أسلم قبل الفتح بقليل، فليس هو من أوائل المسلمين ولا من السابقين للهجرة ولا من أهل بدر وأحد ولا من أصحاب بيعة الشجرة والرضوان، وهو بعد الفتح كغيره من بقية المسلمين من حيث العلم والفقه والإنفاق والجهاد في سبيل الله سبحانه، نعم كان له موقف مشرف بعد استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فقد دعا الناس علانية إلى مناصرة الإمام أمير المؤمنين


[187] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج2، ص310 ــ 311.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : وسام برهان البلداوي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست