نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 89
فأقبل عبد المطلب، وتلقاه ورقة بن نوفل في
الطريق، فبينما هما يسيران إذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائم تحت شجرة، يجذب
الأغصان، ويلعب بالورق، فقال عبد المطلب: فداك نفسي وحمله ورده إلى مكة عن كعب)([213]).
ثالثاً: إن
الرواية الصحيحة التي تنسجم مع عقيدة عبد المطلب بالله عزّ وجل ومع دين الحنيفية
دين إبراهيم وإسماعيل، وتنسجم مع سيرته العقلائية ونبذه لعبادة الشرك وأساطير قريش
هي ما أخرجه ابن سعد في الطبقات في كيفية فداء عبد المطلب لولده عبد الله عليهما
السلام والعلة في نذره بذبح أحد أبنائه لبيت الله الحرام.
قال ابن
سعد:
(لما رأى
عبد المطلب قلة أعوانه في حفر بئر زمزم، وإنما كان يحفره وحده وابنه الحارث هو بكره
نذر لئن أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم، فلما تكاملوا عشرة فهم:
الحارث، والزبير، وأبو طالب، وعبد الله، وحمزة، وأبو لهب، والغيداق، والمقوم،
وضرار، والعباس، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به فما اختلف عليه
منهم أحد.
وقالوا أوف
بنذرك وأفعل ما شئت، فقال: ليكتب كل رجل منكم اسمه في قدحه ففعلوا فدخل عبد المطلب
في جوف الكعبة وقال للسادن إضرب بقداحهم فضرب فخرج قداح عبد الله أولها وكان عبد
المطلب يحبه فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه المدية فبكى بنات عبد المطلب وكن
قياماً وقالت إحداهن لأبيها: أعذر فيه بأن تضرب في إبلك السوائم التي في الحرم،
فقال للسادن أضرب عليه بالقداح وعلى عشر من الإبل: وكانت الدية يومئذ عشراً من
الإبل، فضرب فخرج القدح على عبد الله فجعل يزيد عشراً عشراً كل ذلك يخرج القدح على
عبد الله حتى كملت المائة فضرب بالقداح فخرج على الإبل فكبر عبد المطلب والناس معه
واحتمل بنات عبد المطلب أخاهن عبد الله وقدم عبد المطلب الإبل فنحرها بين الصفا
والمروة)([214]).
[213] تفسير مجمع البيان
للطبرسي: ج10، ص383 ــ 384؛ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج3، ص477؛ تفسير الرازي:
ج31، ص217، (مختصرا)؛ بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج16، ص138.