نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 88
«قاتلهم
الله، والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط»)([211]).
وهؤلاء
المفسرون للكلبي قاتلهم الله قد علموا أن عبد المطلب لم يذهب إلى هبل ولم يقرع
عنده الأقداح في فداء والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثانياً:
بل، كيف تأتي القداح التي عند هبل بفداء والد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
وسلم لتبقيه على قيد الحياة فيلد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشيطان هبل يعلم
أن هلاكه وهبل على يد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وكيف ينسجم هذا
الفداء مع تساقط الأصنام وعلى رأسها كبير الأصنام هبل في يوم ولادة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم([212])؟!
وكيف تنسجم هذه القداح التي عند هبل والتي خرجت للبقاء
على عبد الله عليه السلام، وهبل هذا وبقية الأصنام تتساقط لمجرد ذكر اسم (محمد صلى
الله عليه وآله وسلم) عندها كم تنص الرواية الآتية:
فقد أخرج
الشيخ الطبرسي (المتوفى سنة 548هـ) والحافظ ابن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة 571هـ)
وإمام مفسري أهل العامة الشيخ الرازي (المتوفى سنة 606هـ)؛ واللفظ للشيخ الطبرسي
رحمه الله:
(إن حليمة
بنت أبي ذؤيب، لما أرضعته مدة، وقضت حق الرضاع، ثم أرادت رده على جده، جاءت به حتى
قربت من مكة، فضل في الطريق، فطلبته جزعة، وكانت تقول: إن لم أره لأرمين نفسي من
شاهق، وجعلت تصيح: وامحمداه! قالت: فدخلت مكة على تلك الحال، فرأيت شيخا متوكئا
على عصا، فسألني عن حالي، فأخبرته فقال: لا تبكين فأنا أدلك على من يرده عليك.
فأشار إلى
هبل صنمهم الأكبر، ودخل البيت فطاف بهبل، وقبل رأسه، وقال: يا سيداه لم تزل منتك
جسيمة، رد محمدا على هذه السعدية، قال: فتساقطت الأصنام لما تفوه باسم محمد صلى
الله عليه وآله وسلم، وسمع صوت: إن هلاكنا على يدي محمد، فخرج وأسنانه تصطك وخرجت
إلى عبد المطلب، وأخبرته بالحال، فخرج فطاف بالبيت، ودعا الله سبحانه، فنودي وأشعر
بمكانه.
[211] صحيح البخاري، كتاب
الحج، باب: التمتع والاقران: ج2، ص161.