نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 83
ولشدة اهتمامهم بهذين الصنمين فقد كانوا
يلبسانهما ثياباً، فكلما بليت أخلفوا لهما ثيابا جدداً([201]).
باء: هبل صنم قريش الأعظم
يختلف (هبل)
عن بقية أصنام العرب فقد أحيط بميثولوجيا خاصة أفرزتها تكهنات عمرو بن لحي الذي
قدم به من أرض الشأم حينما قدمها ــ كما مر بيانه سابقاً ــ.
وكان (هبل)
على صورة إنسان مصنوع من عقيق أحمر وكانت يده اليمنى مكسورة، وقد أدركته قريش كذلك
فجعلوا له يداً من ذهب([202]).
ولم تذكر
الرواية التاريخية عن صفات هذا الصنم أهو من الفن الأغريقي أو الروماني أم هو من
الفن العربي؟ لكن الظاهر أن اللمسات التي أحيطت بهذا التمثال وموطنه الأصلي وهيئته
التي كانت على صورة إنسان ونوع الصخر الذي نحت منه كلها تدلل على أنه من صناعة
الرومان سوى ظاهرة واحدة وهي أن جبل العقيق هو في أرض اليمن، ومن ثم فأما أن يكون
هذا الحجر جلب من اليمن إلى الشأم حينما جيء بعرش بلقيس إلى الشأم فيكون هذا
التمثال من صناعة الجن وهو ما لا يدل عليه شاهد أو أن يكون هذا التمثال من صناعة
إبليس كما تنص ميثولوجيا أصنام قوم نوح، حيث أن إبليس (صوّر لهم أمثالهم من صفر
ونحاس ليستأنسوا بهم)([203]).
أو أنه من
جبال الشام، لكن لم يشتهر فيها حجر العقيق، وعليه: لم تنص الرواية التاريخية على
تفاصيل دقيقة عن صناعة هذا الصنم وهو ما لا يتناسب مع اهتمامهم الكبير به.
1 ــ أسباب تعظيم قريش لهبل
ومما ساعد
على تعظيم هذا الصنم: (إنّ عمرو بن لحي جاء به فنصبه في جوف الكعبة ووضعه على
بئرها وأمر الناس بعبادته وتعظيمه فكان الرجل إذا قدم من سفره بدأ به قبل أهله بعد
طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده)([204]).