وكان
المسلمون قد كرهوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة لوجود هذين الصنمين عليهما، وكان
ذلك في عمرة القضاء قبل عام الفتح([194]).
2 ــ إنهما
كانا على شط البحر، وإن الأنصار في الجاهلية كانوا يهلون لهما ثم يجيثون فيطوفون
بين الصفا والمروة ثم يحلقون([195]).
3 ــ أن
قصي بن كلاب قد جعل أحدهما ملاصقاً للكعبة والآخر بزمزم([196]).
4 ــ إنهما
عند الكعبة (أعزها الله) عند الركن اليماني وركن الحجر الأسود([197]).
ولقد حظي
هذان الصنمان بتعظيم كبير من قريش والأحابيش وغيرهم من العرب، وذلك أن الحاج إذا
أراد الطواف ببيت الله الحرام يبدأ بأساف فيقبله ويمسح على وجهه ثم يختم بنائلة
وهذه السنة أوجدها عمرو بن لحي حينما نصبهما في هذين الموضعين من الكعبة([198]).
وكان البعض
منهم يحلق عندهما ويذبح، فقد روي: أن أبا سفيان لما رجع إلى مكة في عام الفتح جاء
فحلق رأسه عند الصنمين، (أي أساف ونائلة) وذبح لهما، وجعل يمسح بالدم رؤوسهما،
ويقول: لا أفارق عبادتكم حتى أموت على ما مات عليه أبي([199]).
في حين كان
قصي بن كلاب جد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يكلم قريشاً وغيرهم من العرب
فينهاهم عن عبادة الأصنام قاطبة([200]).