نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 68
ففي مكة كانت الحنيفية محدودة العناصر، في
أفراد يشار إليهم بعدد الأصابع، بينهم آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأمهاته، كانوا أسرع المتدينين إلى اعتناق الإسلام)([149]).
وإلى جانب
هذه الديانات كانت الصابئة الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في مصاف هذه الديانات
السماوية مما يدلل على قوة نفوذها في مكة وتأثر الإنسان العربي بها.
ولقد اختلف
أصحاب المذاهب الإسلامية وغيرهم في تحديد هوية الصابئة أهم أهل ديانة سماوية أم
أهل ديانة أرضية؟
(فقد قال
مالك بن أنس والأوزاعي: كل دين بعد دين الإسلام سوى اليهودية والنصرانية فهو
مجوسية وحكم أهله حكم المجوس.
وروي عن
عمر بن عبد العزيز أنه قال: الصابئون مجوس؛ وقال الشافعي وجماعة من أهل العراق:
حكمهم حكم المجوس؛ وقال البعض الآخر من أهل العراق: حكمهم حكم النصارى)([151]).
وقال الشيخ
المفيد رحمه الله:
«فأما
الصابئون فمنفردون بمذاهبهم ممن عددناه، لأن جمهورهم يوحد الصائع في الأزل، ومنهم
من يجعل معه هيولي في القدم؛ صنع منها العالم، فكانت عندهم الأصل، ويعتقدون في
الفلك وما فيه الحياة والنطق، وأنه المدبر لما في هذا العالم، والدال عليه، وعظموا
الكواكب وعبدوها، وعبدوها من دون الله عزّ وجل، وسماها بعضهم ملائكة وجعلها بعضهم
آلهة، وبنوا لها بيوتا للعبادات، وهؤلاء على طريق القياس إلى مشركي العرب، وعباد
الأوثان أقرب من المجوس، لأنهم وجهوا عبادتهم إلى غير الله سبحانه في التحقيق وعلى
القصد والضمير، وسموا من عداه من خلقه